ربع درنة اختفى جراء الفيضانات.. وعدد وفياتها تجاوز الـ5300 شخص

0 97

تعيش ليبيا اليوم أسوأ نكباتها، إذ سقط ما يُقارب ستة آلاف قتيل ولا يزال أكثر من عشرة آلاف في عداد المفقودين إثر سيول وفيضانات جلبتها عاصفة عاتية هبت من البحر المتوسط، وأدت لانهيار سدود وجرفت في طريقها بنايات ومنازل ومحت ما يقرب من ربع المدينة الساحلية الواقعة شرق البلاد.

مدينة درنة الأكثر تضررا تواصل إحصاء خسائرها البشرية والمادية بعد الفيضانات القوية التي اجتاحت المدينة هذا في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات انتشال الضحايا.

فنحو رُبع مدينة درنة “اختفى” تقريبا جراء السيول، التي جرفت سدود المنطقة وسط مخاوف من فقد عشرة آلاف شخص.

فبحسب ما قال الجيش الليبي تسبب الإعصار باختفاء نسبة تتراوح بين 25% إلى 45% من مدينة درنة، في البحر.

وكشف وزير الداخلية الحكومة المكلفة من البرلمان عن بلاغات عن فقدان عائلات بكاملها جراء الفيضانات كما أكد تشكيل مراكز لاستقبال البلاغات عن المفقودين لافتا إلى بلاغات عن فقدان عائلات بكاملها. وقال إن عدد الوفيات في درنة تجاوز الـ 5300 شخص.

عضو لجنة الطوارئ الليبية أكد أنه من غير الممكن إحصاءُ العدد الكلي للقتلى في الوقت الراهن لاسيما وفيات درنة.

لكن العدد كبيرٌ جدا.. وأشار إلى أن العديد من المباني انهارت.

ووصفت لجنة الطوارئ الأمر في درنة بالكارثي للغاية، الجثث ملقاة في كل مكان، في البحر، في الأودية، تحت المباني”.

رئيس وحدة الكوارث والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حسام فيصل، قال إن عدد قتلى الفيضانات في ليبيا تجاوز 5000 شخص.

وكشفت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بأشواط الإمكانيات

وشدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، على ضرورة تخطي الخلافات السياسية والانقسامات في ليبيا ومساعدة المناطق المنكوبة.

وزير الطيران المدني الليبي وعضو غرفة الطوارئ هشام أبو شكيوات، ناشد الدول كافة بإرسال فرق إنقاذ متخصصة، فيما أكد استجابة بعض منها في إرسال قواتها للإغاثة.

وأظهرت الصور المتداولة من مدينتي درنة وسوسة الليبيتين مشاهد مروّعة لحجم الدمار الذي ألحقته السيول بالمباني والشوارع وما خلفته من عدد كبير من الضحايا، مأساة إنسانية خلفتها المياه الجارفة قد يمتد تأثيرها لسنوات طوال، فيما تركت العائلات الثكلى وسط ذهول.

واجتاحت العاصفة دانيال عبر البحر الأبيض المتوسط البلد الذي يشهد انقساما وانهيارا بعد أكثر من عقد من الصراع.

وفي درنة، التي يقطنها نحو 125 ألف نسمة، أحياء تحولت لحطام بعد أن جرفت السيول المباني، وسيارات انقلبت على جوانب الطرق المغطاة بالطين والركام وأشجارا اقتُلعت من جذورها ومنازل مهجورة تغمرها المياه بعد انهيار سدود بالمنطقة.

وقال محمد القابسي، مدير مستشفى الوحدة في مدينة درنة، إن 1700 شخص لقوا حتفهم في واحد من الحيين الرئيسيين بالمدينة و500 شخص في
الحي الآخر.

وضربت العاصفة مدنا أخرى في شرق البلاد، منها بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، وقال تامر رمضان رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إن عدد القتلى سيكون “ضخما”.

وأضاف للصحافيين عبر دائرة تلفزيونية “يمكننا أن نؤكد من مصادر معلوماتنا المستقلة أن عدد المفقودين يقترب من عشرة آلاف حتى الآن”.

تحذير من السيول والفيضانات

يقسم مدينة درنة الواقعة على ساحل البحر المتوسط ​​في شرق ليبيا نهر موسمي يتدفق من المناطق المرتفعة في اتجاه الجنوب، ونادرا ما تضرب السيول المدينة بسبب السدود الموجودة بها.

وأظهر مقطع مصور نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أجزاء متبقية من أحد السدود المنهارة على بعد 11.5 كيلومتر من المنبع في المدينة، حيث يلتقي واديان نهريان وتحيط بهما الآن برك ضخمة من المياه المختلطة بالطين.

وفي ورقة بحثية نشرت العام الماضي، قال عبد الونيس عاشور الخبير في علوم المياه من جامعة عمر المختار في ليبيا إن درنة معرضة لخطر السيول المتكررة عبر الوديان الجافة واستشهد بوقوع خمسة سيول منذ عام 1942 ودعا وقتها لاتخاذ خطوات فورية لضمان الصيانة المنتظمة للسدود في المنطقة.

وأضاف في الورقة البحثية تحذيرا من مغبة وقوع سيول عارمة، إذ قال إنها ستكون كارثية على السكان في الوادي والمدينة.

You might also like