تعهدات المكون العسكري بتسليم السلطة للمدنيين في السودان

0 72

يتنافس رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، لإعلان انسحابهما من الحياة السياسية في السودان، بعد تأكيدهما على رغبتهما في تسليم السلطة إلى الحكومة المدنية.

ويأتي هذا التنافس في إطار المرحلة الإنتقالية التي تمر بها البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، حيث تشهد السودان جهوداً حثيثة لإعادة بناء البلاد والعودة إلى الحكم المدني.

وعلى الرغم من وجود خلافات بين البرهان وحميدتي في السابق، إلا أنهما توصلا إلى اتفاق في نوفمبر 2019 لتشكيل مجلس السيادة الانتقالي، الذي يترأسه البرهان، ويضم 11 عضوًا من المدنيين والعسكريين.

ففي خطاب جماهيري له في منطقة شمال كردفان، جدّد البرهان الالتزام بتسليم السلطة، مشترطًا التوافق وعدم الخلاف بين المدنيين. وقال: “سيحصل تحوّل في قيادة الدولة لأنه مقبول من الجميع”.

بداية عهد جديد

أمّا قائد قوات الدعم السريع حميدتي، فقد أعلن الإلتزام بدعم الحكومة المقبلة، وقال: “اليوم تقف الخرطوم شاهدة على مستقبل جديد لأمتنا صنعناه بعزمنا، ونحن أكثر إصرارًا على بداية عهد جديد نأمل أن يقودنا في تحقيق طموحات شعبنا في السلام والإستقرار والتنمية والإزدهار”.

ويخاطب كلاهما السودانيين عن مستقبل البلاد، على الرغم من عدم الكشف عن أدوار مستقبلية لهما، لكن التجوال المستمر للرجلين في أنحاء السودان قد يشير إلى أدوار مرتقبة، لكن بلباس مدني.

الشارع يرفض العملية السياسية

في المقابل، وبينما تتعهد القيادات العسكرية بالتعاطي الإيجابي مع العملية السياسية الجارية حتى تتويجها باتفاق كامل يسلم السلطة للمدنيين، يستمر الشارع في رفضه للتفاوض وإصراره على إبعاد حقيقي للعسكريين عن السلطة.

وقد خرجت اليوم الأربعاء تظاهرة لـ”لجان المقاومة” المناهضة للعملية السياسية الجارية بين العسكريين والمدنيين بشعار “مليونية أمهات الشهداء”.

ووصفت المظاهرات التطورات السياسية بـ”عملية المنافع الحزبية البعيدة عن أهداف الثورة وتطلعات الشباب”، وبمنزلة “إعطاء الشرعية للإنقلاب العسكري”.

وقد أكّد المتظاهرون استمرارهم في “مقاومة أي وجود عسكري في السلطة”، مطالبين بدولة مدنية خالصة.

وتأتي هذه الأحداث على بعد أيّام قليلة من توقيع إعلان سياسي بين الخصوم، وهو اتفاق على تشكيل حكومة جديدة، بعد انقلاب عسكري دام أكثر من عام ونصف.

You might also like