جائحة كورونا وتداعيتها أكثر بكثير مما هو متوقع في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها العالم نتيجة أنتشار فيروس كورونا المستجد
مما ترتب عليه أغلاقات وإجراءات مختلفه تم أتباعها على مستوى العالم وخصوصا في ظل أغلاق المدارس ورياض الأطفال وصالات الألعاب بالأضافه الي الزيارات العائلية والأنشطة الخاصه بالاطفال والمراهقين .
ففى بداية الجائحة فى حين أن كل الأطفال كانوا الأقل عرضه ونقلا للاصابه بالفيروس كورونا المستجد فى الموجه الأولي من الفئه العمرية
0 الى18 عام من الأطفال هم الأقل عرضه للاصابه بالفيروس مقارنه مع البالغين بفيروس كورونا المستجد، فمعظم الأطفال المصابون فى بداية الموجه الاولى 2020 كانت تظهر عليهم أعراض خفيفه أو لا يصابون بأي أعراض على الأطلاق ، وحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال والتى تمثل ما نسبته 13% فى الإصابات في الولايات المتحدة الأمريكية تقريبا ،أما هذه الفئه العمريه تمثل 30% من معظم سكان الدول النامية كما وأن نسبة الوفيات كانت اقرب الي الصفر وفقا للاختلاف من منطقه ل منطقه ولم يكن لهم دور فى نقل العدوى لدى المجتمع خاصا الأطفال الأقل من 10 سنوات، والسبب في ذلك أن الأعراض ما بين خفيفه جدا لا تتجاوز اليومين، مما كان له الأثر الكبير فى عدم انتقال العدوى من هذه الفئه العمريه لمخالطيهم من ذوى أهاليهم والبالغين ، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ال 10سنوات أو أقل من 14 سنه (حسب الأبحاث) هم أقل عرضه للأصابه بفيروس كورونا المستجد ، مقارنه بالأشخاص الذين أعمارهم 20 فأكثر.
الي إن وبعد ما يقارب العام وفى ظل المستجدات الجديده وبداية الموجه الثانية للجائحه من السلالات المتحوره ل فيروس كورونا المستجد والتى هى أسرع انتشار ما نسبته 70% من بداية الجائحه مما أثر وبشكل مباشر على انتقال العدوى للاطفال من عم 0 ل 18 عام
في الموجه الأولى كان من الممكن السيطره على الجائحة فى حال كان متوفرا المطعوم فى ذاك الوقت (الفرصه الذهبيه)، إلا إن يجب الأن الأنتباه للفئة العمرية التى سيصعب السيطرة عليها( الفئه العمريه الأصعب) من ال 10 سنوات (أطفال) الى ال(18) عام من مراهقين فى ظل هذه الجائحه.
أما الأن وفى ظل وجود المتحورات الفيروسية الجديده حيث أصبحت هناك ظاهرة وفقا للمشاهدات
(الملاحظه) والمحدوده والتى مفادها
إن فيروس كورونا المتحور يصيب الأطفال من عمر 0 الى ال18 عام للاسف ، قد سيؤثر سلبا على سرعة التغلب والسيطرة على الجائحه.
حيث أصبحت هذه الفئه العمريه قد تكون –مصدر للعدوي—للاسره ولأعضاء هيئة التدريس وللمجتمع ك كل(اي أصبحو بؤره فيروسية)للاسف وفق أخر الملاحظات .
بداية الجائحة كان ليس من السهوله السيطره على فئة الأطفال من حيث الألتزام بالاجراءات الوقائيه من(غسل اليدين والكمامه والتباعد الجسدى) ، إلي أن وللأسف في ظل هذه السلالات المتحورة بأصابة الأطفال وازدياد حالات دخولهم إلى المستشفيات أزدات وبشكل ملحوظ.
فيجب الآن على جميع الجهات الصحية والرقابية أن تركز على هذه الفئه العمريه ، والبدء بدراسات علمية محوكمه للعمل بها والعوده لها وفق للقراءات التحليلية العلميه السريرية المحكمه للحالات التى أصيبت بالفيروس لهذه الفئه العمرية ، مما سيترتب العمل به للحد من انتشار الفيروس كورنا المستجد ، وفقا لهذه الدراسات…
كما وأن يجب الانتباه ومراعاة بعدين أساسيين لهذه الفئه العمرية تكمن فى بعدين البعد الأول :
وهو ما يعرف ب –متلازمةالأجسام الألتهابية المتعدده- (MIS -C ) ،( Multisystem Inflammatory Syndrome) ، الناتجة عن العاصفه السايتوكانية ( Cytokines storm) ،
التي تصيب الأطفال والمراهقين على حدا سواء وتظهر هذه الأعراض (السايتوكانية) بعد عدة أسابيع من الأصابه ب فيروس كورونا المستجد وهى لها مضاعفات خطيرة جدا على الأعضاء الحيويه بالجسم ،تؤثر سالبا على القلب والكلى واكبد والبنكرياس بالاضافه الى مضاعفات خطيره على صحه الطفل والمراهق ،حيث يخرج الجهاز المناعي عن السيطره نتيجة هذه العاصفه السايتوكانية التى تفرز أجسام مضاده التهابية،ممايترتب عليه عبىء أضافى على دخول المستشفيات والعناية الحثيثه .
أما البعد الثاني والأكثر أهمية أن للاسف لا يوجد مطعوم للان حيث أن من مطعوم فايزر أو موديرنا لا يتوفر اللقاح سوى للفئه العمريه من بين ال16 لل18 عام،مما يصعب السيطره على المرض لهذه الفئه العمرية،كما وإن نحتاج الى دراسات مكثفه لاكبر عدد ممكن لهذه الفئه العمرية التى تختلف من ناحية فيسيولوجية ومناعيه عن البالغين .
” المطاعيم ” الخاصه لهذه الفئه العمريه من الأطفال تحتاج إلى دراسة زمنية سريرية لمده أطول و أعداد أكثر الجانبية لأنه الجهاز المناعي للأطفال والمراهقين
عن الجهاز المناعي للبالغين، لهذا بك ان يكون هناك دراسات علمية دقيقه للتأكد من أنها أمنه وفعاله اي (مأمونية المطاعيم)…حيث أن شدة أستجابة الجهاز المناعي للمطعوم من فئة الأطفال ستكون أقوى من استجابة البالغين للمطعوم ،الذي قد يكون له مضاعفات جانبية .
يجب الآن على العالم ك كل الإنتباه لهذه الفئه العمريه من دراسات وأبحاث وتصنيع مطعوم واعطاءه لاكبر شريحه ممكن وبشكل واسع حتى لا يصبحوا هم مصدرللبؤرة الفايروسية ويزداد الوضع الوبائي أكثر تعقيدا مما هو عليه الآن …
#التوصيات الرئيسة:
*يجب الانتباه وبشكل فوري لهذه الفئه العمريه من 10 الي 15 عام لما لهم دور فعال في الإصابة ونقل الفايروس فى المدرسه والاهل والمجتمع ك كل…
*يجب التركيز والبدء بعقد ورشات علميه وندوات متخصصه للاطباء أصحاب الإختصاص عن “متلازمة الأجسام الالتهابية المتعدده” الناتجة عن العاصفة السايتوكانية ولذلك للتشخيص المبكر الصحيح وأعطاء العلاج الأمثل تجنبا من اي مضاعفات لا تحمد عقباه وتزيد من الضغط على الجهات العلاجيه الصحية.
* يجب تبليغ دوائر الصحة المختصة الرقابية ” كالطب الوقائي” من أجل معرفة الإعداد من هذه الحالات المصابه ،حيث تفرض الدول المتقدمة على المستشفي المعالجه لهذه الحالات بالتبليغ فورا.
*يجب البدء بزيادة عدد الفحوصات ( PCR)،لهذه الفئه العمريه وخاصه ان من الممكن يكون الطفل عنده بعض الأعراض ومصاب دون الظهور عليه اي أعراض واضحه.
*سرعة إيجاد لقاح لهذه الفئه العمرية ودراسات سريرية مكثفه لاكبر شريحه ممكنه من الاطفال ، لأنه الجهاز المناعي للاطفال يختلف عن الكبار..للوصول إلى مطعوم أكثر سلامه وفعالية وبأسرع وقت ممكن للسيطره على الجائحه….
أعداد : البروفيسور الدكتور
وليدابوحمور /أستشاري الوبيائيات و الأمراض المعدية والفيروسات للاطفال…
للتواصل على الإيميل الخاص
Wabuhammour@yahoo.com