هجوم البيجر تاريخي.. ورسالة إسرائيلية “نطالكم أينما كنتم”

0 34,477

وسط حالة الفوضى التي عمت مختلف المناطق في لبنان، أمس الثلاثاء، لاسيما المستشفيات التي عجت بمئات المصابين جراء انفجارات غامضة ومفاجئة طالت آلاف أجهزة النداء المعروفة بالبيجر والتي يستعملها عناصر حزب الله، تكشفت تفاصيل خطيرة.

“الحرب لم تعد على الحدود”

وفي السياق، اعتبرت راندا سليم، مديرة برنامج حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مركزه واشنطن، أن “الهجوم تاريخي من حيث نطاقه وأسلوبه، استغرق قدرًا كبيرًا من التخطيط والتحضير”.

كما رأت أنه “يبعث برسالة مهمة إلى قيادة حزب الله مفادها: “يمكننا أن نصلكم في أي مكان.. ما يؤثر بشكل كبير على الروح المعنوية بين صفوف الحزب” وأردفت قائلة: “إن الحرب على الحدود لم تعد على الحدود، بل امتدت بهذا الهجوم إلى منازل عناصر الحزب وأماكن التسوق في جميع أنحاء لبنان”.

بدوره رأى ديميتري ألبيروفيتش، رئيس مركز سيلفرادو بوليسي أكسيليريتور، وهو مركز أبحاث للأمن القومي أن هذا الهجوم قد يكون الأكثر شمولاً على صعيد سلسلة التوريد في التاريخ” وتابع قائلا: “تم استبدال الأجهزة المستوردة بتلك التي تحتوي على متفجرات وتفجيرها جميعًا في نفس الوقت من خلال نوع ما من قنوات التحكم والسيطرة”

خلل أمني كبير

من جانبه تحدث المحلل العسكري إيليا مانييه، ومقره في بروكسل، عن “خلل أمني كبير في الإجراءات التي يتبعها حزب الله”، موضحا أن عملاء إسرائيليين “تسللوا بلا شك إلى عملية الإنتاج وأضافوا عنصرا متفجرا وجهاز تفجير عن بعد إلى أجهزة الإشعار من دون إثارة الشبهات”.

كذلك أوضح مايك ديمينو، الخبير الأمني والمحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن العملاء “تمكنوا من توصيل أجهزة الإنذار في صفوف الحزب… إما من خلال التظاهر بأنهم موردون أو عن طريق حقن الأجهزة مباشرة عند محطة ما ضمن سلسلة التوريد الخاصة بحزب الله عبر استغلال نقاط الضعف (شاحنات النقل والسفن التجارية)”

“عمل متقن”

أما الخبير مايك ديمينو فوصف الهجوم، بـ “عملية تخريب كلاسيكية، وعمل استخباراتي في قمة الإتقان”.

كما ذكر بتغريدة على منصة “إكس” أن “عملية بهذا الحجم تستغرق أشهرا، إن لم يكن سنوات، لتنظيمها على أحسن وجه”.

جرحى إثر تفجيرات البيجر في لبنان (أسوشييتد برس)
جرحى إثر تفجيرات البيجر في لبنان

وبهذا الصدد قال خبير الدفاع الفرنسي بيار سرفان  إن “سلسلة العمليات الإسرائيلية الأخيرة التي نُفذت خلال الأشهر القليلة الماضية تعني أنها سجلت عودة مجلجلة مع رغبة في الردع ورسالة مفادها: أخطأنا لكننا لم نمت”.

من جهته، كشف مصدر مقرب من حزب الله أن “أجهزة الإشعار (بايجرز) التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردها الحزب مؤخراً تحتوي على ألف جهاز تم اختراقها من المصدر”.

كما وصف الهجوم بأنه الاختراق الأكبر والأخطر على الإطلاق.

You might also like