تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، مع دعوة دول غربية رعاياها لمغادرة لبنان وتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة.
واتهمت إيران وحماس وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.
ووري هنية الثرى، الجمعة، في مقبرة في مدينة لوسيل شمال الدوحة، بعدما شارك الآلاف في الصلاة عليه في العاصمة القطرية حيث كان يقيم في المنفى.
لم تعلق إسرائيل على اغتيال هنية، لكنها تعهدت تدمير حماس بعد هجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر على أراضيها، والذي أدى إلى رد عسكري إسرائيلي مدمر في قطاع غزة.
وتعهد القادة الإيرانيون وكذلك حزب الله وحماس الانتقام لمقتل هنية وشكر. وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي بإنزال “عقاب قاس” بإسرائيل، متهماً إياها باغتيال “ضيفنا العزيز في بيتنا”.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده على “مستوى عالٍ جداً” من الاستعداد لأي سيناريو “دفاعي وهجومي”.
وسُئل الرئيس الأميركي جو بايدن، في منزله في ولاية ديلاوير، من جانب صحافيين عما إذا كان يعتقد أن إيران ستتراجع فقال “آمل في ذلك. لا أعرف”.
“غادروا في الحال”
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أنه في ضوء “احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها”، أمر وزير الدفاع لويد أوستن “بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على شتى الحالات الطارئة”.
وقال البنتاغون إن الولايات المتحدة ستنشر مزيداً من السفن الحربية التي “تحمل صواريخ باليستية دفاعية” و”سرباً إضافياً من الطائرات الحربية” لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
دبلوماسياً، حضت سفارة الولايات المتحدة، السبت، رعاياها على مغادرة لبنان عبر “حجز أي بطاقة سفر متاحة”.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان “التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال”.
إلغاء رحلات جوية
في مؤشر على القلق المتزايد، أوقف العديد من شركات الطيران رحلاته إلى مطار بيروت، ومن بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 أغسطس.
ومددت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا تعليق الرحلات حتى الثلاثاء، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتباراً من الاثنين.
كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى تل أبيب حتى 8 أغسطس.
من جهتها، أعلنت السويد إغلاق سفارتها في بيروت، ودعت رعاياها إلى مغادرة البلاد.