أعلنت حركة فتح السبت الإضراب الشامل في الضفة الغربية اليوم الأحد في أعقاب مقتل 14 فلسطينيا في عملية إسرائيلية في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم. ودعت الحركة إلى تصعيد المواجهة مع الجيش الإسرائيلي.
كان شهود عيان قد أبلغوا وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من مخيم نور شمس بعد عملية عسكرية استمرت ثلاثة أيام.
وقالت السلطات الفلسطينية السبت إن سائق سيارة إسعاف فلسطينيا قُتل وهو في طريقه لإجلاء جرحى أصيبوا خلال هجوم شنه مستوطنون يهود وإن 12 فلسطينيا على الأقل قتلوا خلال واقعة منفصلة في الضفة الغربية المحتلة.
يأتي هذا مع تصاعد أعمال العنف في المنطقة واستمرار القتال في غزة.
وفي واقعة منفصلة في مخيم نور شمس بالقرب من مدينة طولكرم، قالت السلطات الصحية إن 12 فلسطينيا على الأقل قتلوا خلال مداهمة ممتدة نفذتها قوات إسرائيلية. وأفادت مصادر فلسطينية ومسؤولون فلسطينيون بأن أحد القتلى مسلح والآخر فتى يبلغ من العمر 16 عاما.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عددا من المسلحين قُتلوا فيما اعتُقل آخرون وأصيب أربعة جنود على الأقل في تبادل لإطلاق النار.
وقالت كتيبة طولكرم، التي تضم مسلحين من عدة فصائل فلسطينية، إن مقاتليها تبادلوا إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية السبت.
وشوهدت ثلاث طائرات مسيرة على الأقل تحلق فوق نور شمس، حيث احتشدت مركبات عسكرية إسرائيلية وسمع دوي إطلاق نار.
وفي قطاع غزة، قال مسؤولون طبيون ووسائل إعلام تابعة لحركة حماس إن إسرائيل شنت هجمات على مدينة رفح بجنوب القطاع، التي يلوذ بها أكثر من مليون فلسطيني، وكذلك على مخيم النصيرات في وسط غزة، حيث دمرت خمسة منازل على الأقل، فضلا عن منطقة جباليا في الشمال.
مقبرة جماعية بخان يونس
وفي قطاع غزة، قالت الإذاعة الفلسطينية السبت إن أطقم الدفاع المدني في غزة انتشلت جثامين 50 فلسطينيا من مختلف الفئات والأعمار من داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس.
وذكرت الإذاعة أن هؤلاء القتلى كانت القوات الإسرائيلية قد جمعتهم ودفنتهم بشكل جماعي داخل المجمع، مشيرة إلى أن الطواقم ما زالت مستمرة في عمليات البحث وانتشال باقي الجثث.
ورفح هي آخر منطقة في غزة لم تدخلها القوات البرية الإسرائيلية في الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر والتي تهدف إلى القضاء على
حركة حماس التي تحكم القطاع.
وجاءت الحملة العسكرية الإسرائيلية في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضة دولية واسعة النطاق على خطة مهاجمة رفح حيث يقول الجيش إن آخر كتائب منظمة تابعة لحماس موجودة هناك وحيث يُعتقد أن الرهائن الإسرائيليين المتبقين وعددهم 133 رهينة محتجزون.
وألقت حرب غزة بظلالها على أعمال العنف المستمرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتي تشمل المداهمات التي يشنها الجيش من حين لآخر على الجماعات المسلحة وهجمات المستوطنين اليهود على القرى الفلسطينية والهجمات التي يشنها الفلسطينيون على الإسرائيليين في الشوارع.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 13 شخصا منذ مساء الخميس في نور شمس، حيث يعيش نازحون جراء حرب عام 1948 وأبناؤهم وأحفادهم.
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يعترف بدولة فلسطينية.
وقال عباس في مقابلة مع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن السلطة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة.
والضفة الغربية وقطاع غزة من بين المناطق التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليها. وانهارت محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة منذ عقد من الزمن.