تتطلع السعودية نحو مستقبل ما بعد النفط، من خلال استثمارات سخية في العديد من القطاعات، ويتزعم صندوق الاستثمارات العامة تلك الخطط، بمراهنات كبيرة على الرياضات العالمية بما في ذلك الغولف وكرة القدم.
وبحسب وكالة “بلومبرغ”، لقد جعلت فورة الإنفاق من المستحيل تجاهل السعودية بالنسبة للجماهير، إذ تتناسب الخطط مع حملة البلاد لتنويع الاقتصاد وتشجيع السياحة وتحسين نوعية الحياة للمواطنين.
وتأمل الحكومة أيضاً أن تساعد العروض الرياضية في جذب 150 مليون سائح إلى البلاد سنوياً بحلول عام 2030.
ما هي أكبر الاستثمارات الرياضية في المملكة العربية السعودية؟
فاجأت السعودية عشاق لعبة الغولف عندما وافقت مسابقة LIV للغولف الناشئة على التوصل إلى اتفاق مع منافستها جولة PGA، وهي الهيئة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة والتي نظمت تقليدياً بعض الأحداث الرياضية البارزة، في يونيو 2023. وأنفق صندوق الاستثمارات العامة ملايين الدولارات على كبار لاعبي الغولف ولم يُظهر أي علامة على كبح جماح طموحاته. وقد اشترى بالفعل نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم في عام 2021، واستحوذ على العديد من فرق كرة القدم السعودية.
ومنذ ذلك الحين، جذبت المملكة العربية السعودية بعضاً من أكبر نجوم الرياضة للعب في المملكة. انضم كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر براتب سنوي يقدر بـ 200 مليون دولار. كما كانت هناك محاولات لاستقطاب ليونيل ميسي، لكن لديها الآن أسماء بارزة بما في ذلك البرازيلي نيمار والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة يلعبون على الأراضي السعودية.
كما رحبت السعودية بمدربين مشهورين، بما في ذلك ستيفن جيرارد وروبرتو مانشيني، وهي حالياً صاحبة العرض الوحيد لاستضافة كأس العالم 2034. وتهدف المملكة إلى توظيف المزيد من نجوم كرة القدم وإعطاء دفعة إضافية للدوري المحلي من خلال موجة من عمليات الخصخصة.
أين تنفق السعودية على الرياضة؟
تعد مدينة جدة الساحلية في المملكة العربية السعودية موطناً لسباق الفورمولا 1 السنوي للسيارات، في حين ضخ صندوق الاستثمارات العامة عشرات الملايين من الدولارات في بطولات السباق الكهربائية، ودعم بطولات السيارات وسيارات الدفع الرباعي والقوارب.
وقد أبدت مؤخراً اهتماماً بالتنس من خلال توقيع اتفاقية رعاية مدتها 5 سنوات مع جولة اتحاد لاعبي التنس المحترفين، كما تدعم دوري المقاتلين المحترفين للفنون القتالية المختلطة في محاولة لجعل الرياض مركزاً جديداً للقتال.
وفي أواخر عام 2023، ذكرت وكالة بلومبرغ أن المملكة تدرس استثمار ما يصل إلى 5 مليارات دولار في دوري الكريكيت الأول في الهند.
هل يؤتي ثماره؟
حققت حملة تعزيز كرة القدم المحلية نتائج متباينة في الوقت الحالي. استحوذت الأندية المحلية على العشرات من أفضل اللاعبين العالميين، لكنها لا تزال تكافح من أجل جلب المشجعين إلى ملاعبها. ومع ذلك، فإن الجاذبية العالمية للنجوم الأجانب ساعدت المملكة العربية السعودية على تأمين صفقات بث لمبارياتها في أكثر من 130 منطقة بمعدلات ذكرت وكالة بلومبرغ أنها أعلى 4 مرات من معدلات الموسم السابق.
ويبدو أن استثمار نيوكاسل قد أتى بثماره بعد أن تقدم النادي إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم الأول بعد الصفقة، مما أدى على الأرجح إلى تعزيز قيمته المقدرة أعلى بكثير من سعر الشراء البالغ حوالي 300 مليون جنيه إسترليني (382 مليون دولار).
وقبل أكثر من أسبوع بقليل، قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، في بودكاست “سقراط”، إن الاستثمارات في الرياضة والسياحة والترفيه، هي من رؤية المملكة 2030، والذي يركز جزء منها على تطوير جودة الحياة للمواطنين، والتي لها بعدان، أحدهما اجتماعي، والآخر اقتصادي، ينظر في الوظائف التي تم خلقها والمردود على الاستثمارات. “ومع كون بعض من تلك المبادرات في بدايتها فقد تتأثر كفاءة الإنفاق بشكل ما، كما أن أي تغيير أو إضافة لهذه القطاعات سيكون لافت لأنه يتحرك من نقطة الصفر”.
وأكد الجدعان، أن جميع النفقات يتم مراجعتها من خلال لجنة دائمة تشارك فيها وزارة المالية ووزارة الاقتصاد، وتنظر في إجراءات الحوكمة، وكفاءة المردود.