يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غداً الأربعاء زيارة رسمية لمصر، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار استمرار التقارب بين البلدين بعد قطيعة دامت نحو عشرة أعوام.
وأعلنت الرئاسة التركية يوم الأحد أن أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، بالإضافة إلى مناقشة القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتعد الزيارة تتويجاً لمسيرة تطبيع العلاقات بين البلدين التي شهدت مصافحة بين أردوغان والسيسي خلال افتتاح المونديال في قطر عام 2022، ثم لقاءهما ثانية خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر من العام الماضي، واتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
ويرى بشير عبد الفتاح، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة الرئيس التركي تحمل العديد من الدلالات أبرزها حرص تركيا على تعزيز وتطوير العلاقات مع مصر على جميع الأصعدة.
وقال عبد الفتاح إن هناك ملفات عديدة تحتاج إلى قرارات سياسية على مستوى القادة مثل الملف الليبي وشرق المتوسط والتدخلات التركية في سوريا والعراق، مضيفاً: “العلاقات بين البلدين سوف تشهد انطلاقة نوعية” حال إيجاد حلول توافقية لهذه الملفات.
وتابع: “هناك العديد من القضايا على طاولة النقاش.. أبرزها العلاقات الثنائية وحرب غزة والأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق والسودان”، لافتاً إلى أن التقارب بين البلدين سيساهم في وضع أسس نظام إقليمي قادر على مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
ومضى قائلاً: “يمكن خلال الزيارة التوافق على خلق آلية عمل على كافة المستويات بين البلدين، بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
لكنه يرى أن الخلافات بين البلدين لم تنته كلية، مشيراً إلى أن كلا البلدين قدم مبادرة وأبدى استعداده لعودة العلاقات إلى سابق عهدها، حيث أجريت في عام 2021 محادثات استكشافية أدت إلى لقاء بين وزيري الخارجية. وعقب ذلك، أجرى السيسي اتصالاً هاتفياً بأردوغان، كما التقى الرئيسان في قطر، وصولاً إلى هذه الزيارة.