كل كبار هذا العالم كانوا هناك كالعادة، ولكن المنتدى الاقتصادي العالمي الـ54 ترك في الأذهان صورة لعالم يدور في حلقة مفرغة، حيث لم يعد دافوس “الجبل السحري”، بل أصبح أكثر فأكثر أشبه بمصحة معزولة عن كل شيء.
بهذه المقدمة افتتح موقع ميديا بارت تقريرا لمارتين أورانج نبهت في مستهله إلى أن منظمي المنتدى الـ54 كانوا يشعرون بأنه لم يكن في وسعهم تحقيق ما سعوا إليه، إذ جاء العنوان “إعادة بناء الثقة” في وقت يهتز فيه العالم بسبب الحروب والأزمات الجيوسياسية والتوترات الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة، وكأن هناك حاجة ملحة لمحاولة استعادة السيطرة على الموضوع لكي يبدو كما لو أن المنتدى يوجه الأمور.
وفي ختام هذا الحدث -الذي يجمع كل عام في القرية السويسرية الصغيرة الزعماء السياسيين والمصرفيين والرؤساء وجماعات الضغط وكبار الممولين على هذا الكوكب- يهيمن هذا العام انطباع واحد، وهو أن خطابات “الكبار” في هذا العالم أصبحت تدور في حلقة مفرغة، حتى أن الصحافة المالية الدولية -التي عادة ما تخصص قدرا هائلا من المساحة لهذا الحدث- تراجعت عن ذلك كما لو كان لدى الجميع شعور بأن ما هو أساسي يحدث في مكان آخر.
تراكم غير مسبوق
ومع ذلك، لم يكن هناك شيء مفقود لضمان أن يكون العرض كبيرا، فكالعادة اصطفت مئات الطائرات الخاصة وكان نجوم اللحظة حاضرين أيضا في الحفل، لكن الاهتمام كان فقط من قبل مجلات المشاهير، كما ترى الكاتبة.
وقد نشرت منظمة أوكسفام غير الحكومية -كما هو الحال في كل عام- قبل بضعة أيام من المؤتمر تقريرا جديدا عن الثروات العظيمة في العالم، حيث زادت ثروة المليارديرات بمقدار 3.3 تريليونات دولار منذ عام 2020، أي بوتيرة أسرع بـ3 مرات من التضخم، واستولوا على ما يقارب 70 يورو من أصل كل 100 يورو يتم إنتاجها، وتركوا الفتات لبقية العالم.
وأظهر التقرير أن نسبة 1% تمتلك 48% من إجمالي الأصول المالية العالمية، مشيرا إلى أنه إذا لم يتغير شيء فسيمتلك واحد أو أكثر من المليارديرات ثروات تتجاوز عتبة الألف مليار دولار، أي ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لـ80% من دول العالم، وذلك خلال عقد واحد على أبعد تقدير.