كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الرئيس الأمريكي جو بايدن متردد من السير قدما في نصائح قدمها مقربون منه، بإعلان عدم ثقته برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك على خلفية تعمد الأخير إطالة الحرب في قطاع غزة لأسباب شخصية.
ووفقا للصحيفة العبرية، فإن إدارة بايدن تشعر بالإحباط بسبب إطالة أمد الحرب، ومن حقيقة أن نتنياهو يرفض مناقشة اليوم التالي في غزة (ما بعد الحرب).
ويأتي ذلك بحسب الصحيفة في مرحلة حساسة يحتاج فيها بايدن إلى تحقيق إنجاز دبلوماسي لإنهاء الحرب قبل بدء سباق الانتخابات الرئاسية.
وأفادت تقارير صحفية بأن نتنياهو أبلغ البيت الأبيض أنه يعارض قيام دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لما بعد الحرب، بخلاف الرغبة الأمريكية.
وكشف الإعلان عن اعتراف نتنياهو بالانقسامات العميقة بين الحليفين المقربين، بعد أكثر من 3 أشهر من عدوان الاحتلال على قطاع غزة، ضمن سعيه للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي مؤتمر صحفي، تعهد نتنياهو بالمضي قدما في الهجوم حتى تحقق تل أبيب “انتصارا حاسما على حماس”، كما رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، وقال إنه أبلغ واشنطن بموقفه.
وقال نتنياهو: “في أي ترتيب مستقبلي تحتاج تل أبيب إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول (لا) لأصدقائنا”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وعندما سئل عن تصريحات نتانياهو، رد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “واضح أننا نرى الأمور بشكل مختلف”.
إقامة دولة فلسطينية
ودعت واشنطن تل أبيب إلى خفض وتيرة هجومها، وقالت إن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يكون جزءا من أي سيناريو لما بعد الحرب.
وبحسب خبراء فإن التصعيد الحاصل في المنطقة يضع الولايات المتحدة أمام موقف صعب بدت فيه فاقدة لدورها الضامن للاستقرار في المنطقة، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على الداخل الأمريكي قبيل بدء السباق المحموم نحو البيت الأبيض.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد توصل الأسبوع الماضي إلى الخطوط العريضة لاتفاق مع تل أبيب يقضي بأن يساعد جيرانها في إعادة إعمار غزة بعد الحرب ومواصلة التكامل الاقتصادي مع تل أبيب، شريطة التزامها بالسماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف.