قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن أكثر من 11 ألف صاروخ أُطلقت من قطاع غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبرز سلاح الصواريخ أحد أهم الأسلحة التي تمتلكها كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وفصائل المقاومة الأخرى ضد الاحتلال.
وتستخدم إسرائيل في التصدي لصواريخ المقاومة 3 أنظمة متكاملة للدفاع الجوي؛ وهي:
وهذه المنظومات ذات أبعاد مختلفة، فبعضها يستخدم لصد الصواريخ قصيرة المدى، وأخرى للصواريخ المتوسطة، أو بعيدة المدى.
وتكلف هذه الأنظمة الميزانية الإسرائيلية مبالغ طائلة من المال، وهو ما سنعرفه في هذا التقرير.
القبة الحديدية
تستخدم إسرائيل نظام “القبة الحديدة” أو “كيبات برزيل” بالعبرية لاعتراض الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية، ردا على القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.
والقبة الحديدية عبارة عن سلسلة من البطاريات التي تستخدم الرادارات لاكتشاف الصواريخ قصيرة المدى واعتراضها، وتحتوي كل بطارية على 3 أو 4 قاذفات و20 صاروخا من نوع “تامير”، ورادار يتحكم بمسار الصاروخ، وفقا لشركة “رايثيون”، عملاق الدفاع الأميركي الذي يشارك في إنتاج النظام بالتعاون مع شركة رافائيل الدفاعية الإسرائيلية، حسب ما ذكرت مجلة “تايم” مؤخرا.
وبمجرد أن يكتشف الرادار صاروخا معاديا، يحدد النظام ما إذا كان الصاروخ متجها نحو منطقة مأهولة بالسكان أو لا، فإن كان الأمر كذلك، فإن القبة تطلق صاروخا لاعتراض الصاروخ المهاجم وتدميره في الجو، وإذا حدّد النظام أن الصاروخ يتجه إلى منطقة مفتوحة أو إلى البحر، فإنه يسمح له بالمرور.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على عدد بطاريات القبة الحديدية المنتشرة حاليا، لكن بداية من2021، كان لدى إسرائيل 10 بطاريات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، كل منها قادرة على الدفاع عن منطقة تبلغ مساحتها 60 ميلا مربعا (155 كيلومترا مربعا)، وفقا لشركة رايثيون.
ما مدى دقة وفعالية القبة الحديدية؟
هي فعالة بنسبة 90% تقريبا، وفقا لشركة رافائيل، ولكن يمكن التغلب عليها إذا أُطلق عدد كبير من الصواريخ في الوقت نفسه، مما يسمح لبعضها بالمرور كما حدث مرات كثيرة أثناء الحرب.
التكلفة المادية للقبة الحديدية على الخزينة الإسرائيلية
التكلفة الإجمالية لتطوير النظام وتصنيعه ونشره وصيانته غير معروفة، لكن من المحتمل أن تصل إلى مليارات عدة حسب ما ذكرت منصة “أكسيوس”.
وتقدر تكلفة إنتاج البطارية الكاملة بنحو 100 مليون دولار، في حين تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي حوالي 50 ألف دولار، وفقا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.
وخصصت الولايات المتحدة ما يقرب من 10 مليارات دولار لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، بما في ذلك نحو 3 مليارات دولار للقبة الحديدية، وفقا لخدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.
واستثمرت الولايات المتحدة بكثافة في النظام، وساعدت في دفع تكاليف تطويره وتجديده خلال أوقات القتال.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا، إنه سيطلب من الكونغرس 14.3 مليار دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل.
وسيساعد جزء كبير منها في تطوير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، وقال بايدن -أيضا- “إننا نعمل على زيادة المساعدات العسكرية الإضافية لإسرائيل، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ الاعتراضية لتجديد القبة الحديدية”.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن حوالي 11 ألف صاروخ وطائرة دون طيار أُطلقت على إسرائيل من غزة وجبهات أخرى، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وإذا ضربنا هذا الرقم بـ 50 ألف دولار تكلفة صاروخ الاعتراض الواحد؛ فإن الرقم الكلي يبلغ 450 مليون دولار ثمن الصواريخ فقط.
ومع إضافة الكلفة التشغيلية لهذه الصواريخ، بما في ذلك تكاليف نقلها وتحميلها والأفراد القائمين على خدمتها وتلقيمها وإطلاقها، وغيرها من التكاليف التشغيلية؛ فإن الرقم سيرتفع بشكل كبير.
ويكفي أن نعلم أن تكلفة الصاروخ الواحد الذي تطلقه حركة حماس لا يتجاوز مبلغ 600 دولار فقط، ومن ثم فهي أقل تكلفة بحوالي 100 مرة من تكلفة صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية.
هكذا إذا أطلقت حماس 11 ألف صاروخ فقط، فإن التكلفة ستكون 6.6 ملايين دولار.