بدأت الأزمة السياسية تتسلل إلى داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار قوات جيش الاحتلال بالفشل في تحقيق أي تقدم ملحوظ داخل قطاع غزة رغم مرور 78 يوما على بدء العدوان.
وردا على التصريحات المتتالية للقيادات السياسية المنتمية لتيارات دينية لدى الاحتلال والتي تدعي تحقيق انجازات ملموسة على أرض غزة وترمي باتجاه ارتكاب المزيد من الاعتداءات بحق الفلسطينيين، كتب البرفسور “ميرون ايزكسون” المنتمي للتيار الديني القومي الذي يحاضر في جامعة بار ايلان منتقدا سلوك قيادات التيار الديني القومي.
وقال ايزكسون: “لا أرى أن بن إيتمار غفير ولا بتسلئيل سموتريتش ولا الوزير إلياهو جديرون ومناسبون ليكونوا القيادة السياسية للصهيونية الدينية، لقد أثبت المجتمع الإسرائيلي مرة أخرى مقدار أهمية هويته اليهودية بالنسبة له، ولهذا السبب أيضًا – يجب على كل من يدعي أنه يمثل هذا الاتجاه أن يكون جديرا حقًا بجمهوره”.
واشار إلى أنه بالمقارنة مع النفع القليل الذي يجلبه هؤلاء، فإن ضررهم كبير على من يزعم أنهم يمثلونهم، موضحا أن أفعالهم وما يخرج من أفواههم لا تبرر رضاهم عن أنفسهم بل إنها لا تزال تشكل العذر والذريعة المعتادة لأولئك الذين يريدون انتقاد الصهيونية الدينية بشدة، كونهم يدلون بتصريحات غير لائقة.
وأكد البرفسور في حديثه أنه من بين الثلاثة المذكورين، ربما كان لدى سموتريتش إمكانات أكبر للنجاح، إلا أنه فشل مرارا وتكرارا بسبب افتقاره إلى التواضع الذي جعله يطلب أدوارا أكبر ومناصب مهمة.
وقال إن ما يراه يزعجه؛ باعتبار أن: “الجمهور القومي الديني مكرس بشكل كبير لتراثه ودولته، سواء إسرائيل اليهودية أو إسرائيل الديمقراطية. العام السيئ الأخير سلط الضوء على الفجوات في داخلنا، بما في ذلك الشعور السيء تجاه هذا الجمهور، مع إطلاق التعميمات غير المبررة وتجاهل فضائله. وكما قفز أبناء “إخوة السلاح” ببطولة من عملهم ضد الثورة القانونية إلى الدفاع عن الدولة، كذلك أصبح الصغار والكبار في الصهيونية الدينية الآن في قلب الحملة ضد العدو، وضحوا بحياتهم من أجلها. جميع إخوانهم وأخواتهم.”
وأضاف: “في إطار المحاسبة المواطنية أو المدنية الأمر الذي يعد ضروريًا لنا جميعًا، يجب تخصيص فصل خاص للموقف السطحي الذي غالبًا ما يجتمع به الصهاينة المتدينون. والحقيقة أنني أعلم أن مواقفي السياسية المعتدلة ليست ملكاً للكثيرين منهم. ولكن هذا لا يمكن أن يغمض عيني عن الصفات الإنسانية المبهرة التي يتمتع بها أغلبهم، فضلاً عن إخلاصهم لعامة الناس واستعدادهم للمساهمة في كافة جوانب الحياة”.
وقال أنه بدلا من أن يكون على رأس المعسكر أناس مثل حيل تروفر ورمتان كهانا، يتواجد أصحاب الوقاحة والغلظة (سموتريتش وبن غفير).