يوم جديد من التصعيد والاقتتال تشهده الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، اليوم الخميس، ويضيف إلى المعاناة المأساوية التي يشهدها سكان غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، الذي أوقع عشرات الآلاف من الضحايا ما بين قتيل وجريح، إضافة إلى تشريد آلاف العائلات وتركهم بلا مأوى وبلا مقومات أساسية للحياة.
وفي آخر التطورات الميدانية، شهد قطاع غزة قصفاً مكثفاً منذ ساعات الصباح الأولى وسط استمرار العملية البرية الإسرائيلية، كما أن الزوارق البحرية الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف على طول ساحل بحر مدينة غزة، فيما أشار مراسل “العربية” و”الحدث” إلى رشقة صواريخ من داخل قطاع غزة باتجاه مدينة أسدود ومحيطها. وتزامنا، طال القصف الإسرائيلي محيط مدرسة تابعة لـ”الأنروا” في مخيم الشاطئ في غزة.
يأتي هذا فيما ارتفعت الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي في عملية غزة إلى 17، بعدما قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن الجيش أعلن اليوم الخميس مقتل ضابط إسرائيلي في العمليات البرية شمال قطاع غزة.
وقبلها، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في جنوب شرقي غزة. وأظهرت اللقطات المباشرة القادمة من غزة أصوات القصف الإسرائيلي المتواصل وأصوات المدفعية بسماء القطاع.
يأتي ذلك فيما قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الخميس، في بيان إنها استهدفت دبابة إسرائيلية حولها عدد من الجنود بمنطقة جحر الديك وسط قطاع غزة بقذيفة مضادة للدروع. وقبلها أعلنت أنها استهدفت دبابة وجرافة إسرائيليتين في محور شمال غربي غزة بقذائف “الياسين 105” المضادة للدروع. ولم تذكر كتائب القسام المزيد من التفاصيل في البيان الذي نشرته عبر حسابها على “تليغرام”.
قصف متواصل
وقال المركز الفلسطيني للإعلام إن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً كثيفاً استهدف شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي شن غارات على مخيم الشاطئ وحيي النصر والشيخ رضوان في غزة.
هذا ويتعرض حيّ تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة لقصف مكثّف وعنيف من الطائرات الإسرائيلية ومن الدبابات، وقد أفادت الأنباء عن وجود ضحايا ومصابين وصعوبة تحرك سيارات الإسعاف جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
كما أفاد الإعلام الفلسطيني بوجود قصف إسرائيلي عنيف على أبراج الفيروز قرب مخيم الشاطئ شمال غربي غزة.
الهلال الأحمر الفلسطيني كان تحدّث أيضا عن قصف عنيف وقع على محيط مستشفى القدس بمنطقة تل الهوى في قطاع غزة. وأضاف أن دوي الانفجارات حول المستشفى لم يتوقف على مدى أكثر من ساعتين، ما سبّب حالة من الهلع والرعب لأكثر من 14 ألف نازح يحتمون بالمستشفى.
وكان التلفزيون الفلسطيني ذكر أمس الأربعاء أن وزارة الصحة في غزة أعلنت ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع إلى نحو 8800 فلسطينيا، بينهم 3648 طفلا. كما أعلنت الوزارة إصابة أكثر من 24 ألف شخص جراء الحرب في غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
تجدد الدعوة لهدنة إنسانية فورية في غزة
هذا وجددت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف الدعوة إلى هدنة إنسانية فورية ومستمرة في قطاع غزة تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية بموجب القرار الذي أيدته الجمعية العامة بأغلبية ساحقة في 27 أكتوبر.
“قصف إسرائيل العنيف بلا توقف على مناطق ذات كثافة سكانية عالية منذ السابع من أكتوبر وتوغلها البري مؤخرا في شمال غزة أسفر عن مقتل نحو تسعة آلاف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.. هذه الهجمات التي تحدث بلا تمييز على المدنيين والأهداف المدنية تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ويجب أن تتوقف فورا”.
وأضاف: “ندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني بموجب القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
كما عبرت اللجنة عن قلقها العميق إزاء “تصعيد التوتر وعنف المستوطنين في الضفة الغربية” وحذرت من أن مثل هذه الأفعال “ستزيد زعزعة استقرار الضفة الغربية وتؤدي إلى مزيد من العنف”.