أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، أن إسرائيل وافقت على “هدن” إنسانية في غزة إثر ضغوط مارستها الولايات المتحدة.
وقال بايدن إنها “خطوة في الاتجاه الصحيح” من شأنها مساعدة المدنيين على الفرار من القتال وإدخال مزيد من المساعدات إلى المناطق المتضررة.
ويضغط بايدن على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للموافقة على فترات توقّف في الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول.
وذكر البيت الأبيض، أنه ستكون هناك فترات توقّف يومية في القتال لمدة أربع ساعات في شمال غزة، مع إعطاء تحذير قبل ثلاث ساعات.
وقال بايدن على منصة إكس “لأسابيع، كنت أتحدث مع قادة إسرائيل حول أهمية الهدن الإنسانية”.
وأضاف “اعتبارا من اليوم، سيكون هناك ممران إنسانيان يسمحان للناس بالفرار من المناطق المعادية في غزة”. وتابع أن الآلاف قد “تمكنوا بالفعل من الوصول إلى أماكن آمنة”.
وأضاف “فترات التوقف هذه سوف تساعد في نقل المدنيين إلى مناطق أكثر أمانا بعيدا عن القتال النشط. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحفيين، إن الهدن “خطوات مهمة إلى الأمام” في وقت تشهد مدينة غزة بشمال القطاع معارك عنيفة.
وأضاف “ستبدأ إسرائيل بتنفيذ هدن لمدة أربع ساعات في مناطق بشمال غزة كل يوم، مع الإعلان عنها مسبقا قبل ثلاث ساعات”.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن اتفاق الهدن قد جرى التوصل إليه خلال زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الجمعة، وأعقبه أيام من وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل.
لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت بدا كأنه يقلل من أهمية هذه الهدن المؤقتة.
وقال للصحفيين “هذا ليس تحولا” في السياسة الإسرائيلية، مضيفا “أنها فترات توقف مؤقتة تكتيكية ومحلية للمساعدات الإنسانية، وهي محددة بالزمان والمكان”.
وتصاعدت الدعوات المطالبة بوقف للنار، وكذلك الاحتجاجات ومن بينها تظاهرة في نهاية الأسبوع الماضي أمام البيت الأبيض.
وقال بايدن الخميس، ردا على سؤال حول فرص تطبيق وقف لإطلاق النار: “لا توجد إمكانية”، وذلك في تصريحات للصحفيين قبل أن يتوجه إلى ايلينوي.
وأكد أنه “لا يزال متفائلا” بشأن تحرير الرهائن ومن بينهم أقل من 10 أميركيين محتجزين في غزة مضيفا “لن نتوقف حتى نخرجهم”.
وأكد لاحقا أنه وفي اتصال هاتفي مع نتنياهو “طلبت هدنة أطول من ثلاثة أيام”. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان يشعر بالاستياء تجاه نتنياهو قال إن “الأمر استغرق من الوقت أكثر مما كنت أتوقع”.
وتدعم الولايات المتحدة بشدة حليفتها إسرائيل منذ العدوان، وتقول إنه ينبغي عدم السماح لحماس بمواصلة السيطرة على غزة.
غير أن واشنطن تدعو علنا الجيش الإسرائيلي لالتزام “قواعد الحرب” وتجنب إلحاق إصابات بين المدنيين، فيما تضغط في الكواليس على إسرائيل للحد من هجومها ووضع خطة لما بعد.
وتواصل إسرائيل حربها وطوقت شمال غزة في الأيام القليلة الماضية. والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه سيطر في اليوم السابق “بعد عشر ساعات من القتال” على “معقل” لحماس في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، مشيرا إلى أنه كان موقعا للتدريب.
وقال الجيش إن 50 ألف شخص غادروا منازلهم في منطقة المعارك الرئيسية بشمال غزة الأربعاء، في زيادة كبيرة مقارنة بأعدادهم السابقة هذا الأسبوع، يضافون إلى أكثر من 1,5 مليون شخص يبحثون عن مكان آمن في جنوب القطاع.
وكان بايدن قد حذر إيران وحزب الله اللبناني من توسيع رقعة النزاع، لكن الهجمات المتكررة على القوات الأميركية من مجموعات مسلحة حليفة لطهران في الأسابيع الأخيرة أثارت التوتر.
وردا على سؤال عن سبب تنفيذ طائرات حربية أميركية ضربات جديدة على منشأة مرتبطة بإيران في شرق سوريا الأربعاء، قال بايدن “لأنهم قصفونا” مؤكدا أن القوات الأميركية ستضرب مجددا “إذا اضطررنا لذلك”.
وأكد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، الخميس، عدم توقف الحرب على قطاع غزة حتى استعادة المحتجزين، في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض بدء تطبيق هدنة مؤقتة الخميس.
وقال في رد على أنباء الهدنة: لن نوقف القتال وإطلاق النار ما دام المختطفون في قطاع غزة وبدون القضاء على حركة حماس، مشيراً إلى أن “الجنود الإسرائيليين يقاتلون في قلب مدينة غزة، ومقابل مستشفى الشفاء وقرب ميناء غزة وإسرائيل تستخدم طرقا جديدة في العمليات لاكتشاف وتدمير أنفاق غزة”.
وفي رد على سؤال بشأن فترات توقف القتال 4 ساعات في غزة، قال غالانت إن هناك إجراءات محلية لتشجيع إجلاء المدنيين.
ونفى المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، طاهر النونو، التوصل إلى اتفاق هدنة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال النونو مساء الخميس، إن المحادثات مستمرة ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى هذه اللحظة، مضيفاً إذا حصل اتفاق سيعلن ذلك بوضوح للشعب الفلسطيني”.
وتحدث البيت الأبيض عن ضرورة دخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة قريبا، مضيفا أن الولايات المتحدة تهدف لدخول ما لا يقل عن 150 شاحنة مساعدات إنسانية لغزة يوميا.