استشهاد 5500 طفل و1800 آخرين في عداد المفقودين منذ العدوان الإسرائيلي على غزة

0 2,087

مع استشهاد 5500 طفل على الأقل وفقدان ما لا يقل عن 1800 آخرين في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول الماضي، لا تزال حياة مليون طفل “على شفير الهاوية”، فيما الخدمات الصحية للأطفال على حافة الانهيار في جميع أنحاء القطاع المحاصر.

ففي مناسبة يوم الطفل العالمي، الذي يصادف 20 تشرين الثاني من كل عام، أكدت جامعة الدول العربية حق الطفل الفلسطيني في حياة حرة كريمة على أرضه، وأن يعيش حياة آمنة مطمئنة بعيدا عن كل أسباب الخوف واللجوء والتشرد، وبعيدا عن كل أشكال العنف.

واعتبرت الجامعة العربية أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني وما يلحق به من عنف يصل إلى مستوى إنهاء وجوده ومستقبله، وهو أمر لا يقبله ضمير ولا إنسانية.

وجرى الأحد، إنقاذ 31 طفلاً رضيعًا متشبثين بالحياة من مستشفى الشفاء في شمال غزة بعد العدوان الكبير على المجمع الطبي الأكبر في غزة من الاحتلال الإسرائيلي، حيث جرى نقلهم إلى جنوب القطاع، بمشاركة منظمات صحية دولية.

الأمم المتحدة، أشارت إلى أن حالة الأطفال حديثي الولادة كانت تتدهور بسرعة، في أعقاب الوفاة المأساوية للعديد من الأطفال الآخرين، والانهيار التام لجميع الخدمات الطبية في مستشفى الشفاء جراء العدوان الإسرائيلي.

ومع خروج 28 مستشفى على الأقل من أصل 35 عن الخدمة، فإن الأطفال “يتعرضون للحرمان من حقهم في الحياة والصحة”، وفق المديرة الإقليمية ليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خُضُر، التي أكدت على “إن حماية المستشفيات وإيصال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة هو واجب بحسبقوانين الحرب، وكلاهما مطلوب الآن”.

ووفق يونيسيف، يتعين الآن على المرافق الطبية في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة، المرهقة أصلاً بعلاج الإصابات، أن تتكيف مع معالجة احتياجات تدفق مئات الآلاف من الأشخاص إلى أماكن أكثر اكتظاظاً. يجب دعم هذه الخدمات الحالية وتعزيزها للتعامل مع التحديات المتزايدة التي تواجهها.

وأضافت خُضُر: “لقد كانت خدمات صحة الأطفال في جميع أنحاء قطاع غزة تعمل فوق طاقتها بشكل خطير أصلاً قبل أعمال العنف الحالية، مع افتقار القطاع الصحي إلى البنية التحتية الكافية، والمعدات الطبية، ومع انقطاع الخدمات، بما في ذلك خدمات المياه، في كثير من الأحيان بسبب انقطاع التيار الكهربائي”.

ويكافح أكثر من 1.5 مليون نازح، من بينهم 700 ألف طفل، من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب و يعيشون في اوضاع فظيعة للصرف الصحي. ويتزايد خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من الأمراض يوما بعد يوم ويهدد الأطفال بشكل خاص.

“الأطفال في غزة على شفير الهاوية، وخاصة في الشمال”، بحسب خُضُر، مضيفة أنه “لا يزال هناك آلاف وآلاف من الأطفال في شمال غزة بينما تشتد الأعمال العدائية. ليس لدى هؤلاء الأطفال مكان يذهبون إليه وهم في خطر شديد.

ودعت يونيسيف إلى وقف الهجمات على مرافق رعاية صحة الأطفال فورًا، وإلى توصيل الوقود والإمدادات الطبية بشكل عاجل إلى المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الأجزاء الشمالية من القطاع.”

وفي عام 1989، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل التي ضمت 54 مادة تُفصل حقوق هذه الفئة، بينما باتت أمنية الأطفال الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول المنقضي تقتصر على الحصول على حقهم المكفول في المادة السادسة لا أكثر من هذه الاتفاقية.

وتنص المادة السادسة على اعتراف الدول الأطراف بأن “لكل طفل حقا أصيلا في الحياة وأن الدول الأطراف تكفل إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموّه”.

وفي تقرير قدمته للجمعية العامة في الأمم المتحدة في 25 تشرين الأول الماضي، قالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي “تقتل وتشوّه وتيتّم وتعتقل مئات الأطفال في الأرض الفلسطينية المحتلة كل عام”، مشيرة إلى أن “محنة الأطفال تضاعفت في الأسابيع الأخيرة”.

وأضافت إن “الظلم والصدمة التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون تحت الاحتلال، والذين يشكّلون نصف السكان الفلسطينيين، يمثل وصمة عار لا مثيل لها على جبين المجتمع الدولي”.

بدورها، قالت الممثلة الخاصة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدى فلسطين لوتشيا إلمي إن “مليون طفل في قطاع غزة بحاجة عاجلة للحماية”، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.

ودعت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي إلى تحمل كامل مسؤولياته تجاه حماية الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، ودق ناقوس الخطر لحمايتهم من خلال إلزام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرارات والقوانين التي تكفل حماية الأطفال.

عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر تشرين أول الماضي، بلغ حتى مساء الأحد، أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم 5500 طفل، و3500 سيدة، بالإضافة إلى 30 ألف إصابة، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.

You might also like