فيما دخلت الحرب الدائرة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية أسبوعها السادس، وبعد تعرضه لقصف إسرائيلي أدى إلى إصابة 7 من كوادره.. ما قصة المستشفى الأردني في قطاع غزة؟
في عام 2009، قررت السلطات الأردنية إرسال مستشفى عسكري أردني بإشراف الجيش الأردني، يساند أهالي غزة بعد أن تعرضوا لعدوان إسرائيلي عام 2008، ومنذ ذلك الوقت أرسل الأردن 76 بعثة عسكرية تشمل أطباء وممرضين وأخصائيين يساعدون في علاج مصابي الحروب والمرضى.
ويقع المستشفى في حي تل الهوى في مدينة غزة، وتبلغ قدرته السريرية 40 سريرًا، ويقدم منذ تأسيسه خدماته الطبية والعلاجية مجانًا للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، ويستقبل يومياً عشرات المرضى من مختلف الأمراض، ويجري العديد من العمليات الجراحية الدقيقة، كما يقدم خدمات الرعاية الطبية والعلاجية للمصابين في حوادث الطرق والكوارث الطبيعية.
وأدان الأردن بأشد العبارات القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة، الذي أدى إلى إصابة 7 من كوادر المستشفى خلال محاولتهم إسعاف مواطنين فلسطينيين كانوا أصيبوا خلال قصف إسرائيلي، ونقلهم مواطنون فلسطينيون إلى قسم الطوارئ.
تحقيق بعد إصابات
وأعلنت القوات المسلحة الأردنية إصابة سبعة من كوادر المستشفى في غزة جرحوا على مدخل قسم الطوارئ في المستشفى، خلال محاولتهم إسعاف مواطنين فلسطينيين كانوا أصيبوا في قصف إسرائيلي ونقلوا إليه.
وقال المصدر إن إصابات أعضاء الطاقم بين طفيفة ومستقرة، ويقدم زملاؤهم العناية اللازمة لهم ولعدد من الفلسطينيين.
وقال الناطق الرسمي إن القوات المسلحة بدأت تحقيقاً رسمياً للوقوف على تفاصيل ما حدث، وتوكّد مسؤولية إسرائيل في توفير الحماية اللازمة للمستشفى وكوادره.
وقال إن الحكومة الأردنية تحمّل القوات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تعريض حياة الطواقم الطبية الأردنية للخطر.
وقال القضاة إن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق الذي بدأته القوات المسلحة-الجيش العربي لاتخاذ الخطوات القانونية والسياسية اللازمة ضد هذه الجريمة النكراء.
وأدان القضاة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وضد جميع المستشفيات الفلسطينية خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
وأكد الناطق الرسمي على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا واضحا وصريحا يدين جرائم الحرب الإسرائيلية ويوقفها، مشددا على ضرورة امتثال إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، لا سيما القانون الدولي الإنساني، وبشكل خاص الامتناع عن مهاجمة المستشفيات كأماكن محمية، وعدم اتخاذ أي إجراءات تحول أو تعرقل قيام الكوادر الطبية من القيام بمهامها.
رسالة متوقعة
من جانبه، اعتبر وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة، أن قصف الجيش الإسرائيلي محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة، “رسالة متوقعة” من إسرائيل لموقف المملكة الذي يزعجها.
وقال المعايطة: “رسالة متوقعة.. الموقف الأردني يغيظ إسرائيل ويزعجها”، مشيرا إلى أن موقف الأردن “مبني على رؤيا ويفند كل الروايات الإسرائيلية، وهو موقف صلب ومستمر ويتوجه للغرب ومع كل الأطراف، وهو موقف مزعج جدا للإسرائيليين ومغيظ لهم”.
المستشفى باقٍ
ووجّه ملك الأردن، عبد الله الثاني، بإبقاء المستشفى الميداني في قطاع غزة رغم خروجه عن الخدمة وتعرضه لأضرار من جراء القصف الإسرائيلي.
وقال المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في عمّان، إن عبد الله الثاني وجّه بإبقاء المستشفى الميداني في غزة، على أن يستمر في تقديم خدماته لسكان القطاع.
وفي السياق ذاته، صرّح رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، أن “المستشفى الأردني الميداني في غزة باق وسيواصل تقديم خدماته”.
ومع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وارتكابه المجازر بحق المدنيين في المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس، طال القصف المستشفى العسكري الأردني ما أدى إلى توقفه عن العمل لفترة وجيزة، إلا أنه عاد إلى الخدمة مجددا واستقبال الجرحى بعد القيام ببعض التصليحات فيه.