إسرائيل تعد العدة لهجوم بري على غزة.. وبن غفير: الاجتياح وشيك

0 8,649

صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأربعاء، بأن عملية اجتياح غزة أصبحت وشيكة، وسط مؤشرات عدة ترجح نية إسرائيل قيامها بعملية اجتياح بري للقطاع، إذ تعهدت بتصعيد ردها على هجوم شنته حركة حماس الفلسطينية بهجوم بري.

ولعل أبرز هذه المؤشرات استدعاء الجيش الإسرائيلي الآلاف من قوات الاحتياط لاستجماع قواه البرية الآن. فقد استدعت إسرائيل عشرات الآلاف من قوات الاحتياط وحشدت لاستعادة مئات من جنودها الاحتياط من عطلاتهم في الخارج، ما يلقي الضوء على قوة إسرائيل العسكرية الآن.

بين أقوى الجيوش عالميا

فالجنود في الخدمة الفعلية عددهم 173 ألف جندي، أما جنود الاحتياط فعددهم نحو 465 ألفا، ويبلغ تعداد المؤهلين للخدمة العسكرية نحو 1.7 مليون شخص.

أما بريا، فتعداد القوات البرية الإسرائيلية يبلغ 140 ألف جندي يزاولون الخدمة حاليا. وتمتلك هذه القوات 1650 دبابة، بينها 500 من فئة الميركافا التي توصف بأنها الدبابات الأكثر تحصينا في العالم. لديها رادارات للكشف عن التهديد مسبقا تعترض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها.

ولها القدرة على إطلاق النار على الأهداف المتحركة وغير ذلك تمتلك إٍسرائيل 7500 مدرعة قتالية. أما سلاح المدفعية، فقوامه نحو ألف آلية بينها 650 مدفعا ذاتي الحركة، إلى جانب 300 مدفع ميداني.

وتحتل إسرائيل المرتبة 18 بين أقوى الجيوش عالميا، وفق مؤشر غلوبال فاير باور، لكن موازين القوى لا تبقى على حالها هذا ما أثبتته العملية العسكرية التي شنتها حماس قبل أيام.

سنأتي لاحقا من الأرض

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قال في وقت سابق متحدثا للجنود قرب سياج غزة “حماس تريد التغيير وستحصل عليه. فما كان في غزة لن يكون موجودا بعد الآن”. وأضاف “بدأنا الهجوم من الجو، وسنأتي لاحقا من الأرض أيضا. سيطرنا على المنطقة منذ اليوم الثاني ونحن في حالة هجوم. وستشتد حدته”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات من طائراته المقاتلة قصفت أكثر من 200 هدف خلال ليل الثلاثاء – الأربعاء في حي بمدينة غزة قال إن حماس استخدمته لشن موجة غير مسبوقة من الهجمات.

الشر المطلق

وفي البيت الأبيض، وصف بايدن هجمات حماس بأنها “من أعمال الشر المطلق”. وقال إن واشنطن تسارع بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ الاعتراضية لدعم نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي. ودعا إسرائيل إلى اتباع “قانون الحرب” في ردها.

وأضاف للصحافيين أن الولايات المتحدة “عززت وضع قوتنا العسكرية في المنطقة لتقوية ردعنا”، عن طريق وسائل منها تحريك مجموعة حاملة طائرات هجومية وطائرات مقاتلة.

وأردف “نحن على استعداد لنقل أصول إضافية حسب الحاجة… دعوني أقول مرة أخرى لأي دولة، وأي منظمة، وأي شخص يفكر في الاستفادة من الوضع، لدي كلمة واحدة: لا تفعلوا ذلك”، في إشارة واضحة إلى إيران ووكلائها في المنطقة.

ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم ليس لديهم أدلة على أن إيران دبرت الهجمات، لكنهم يشيرون إلى دعم إيران طويل الأمد لحماس.

بلينكن إلى إسرائيل

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن بايدن أرسل أيضا الوزير أنتوني بلينكن إلى إسرائيل. وأضاف أن بلينكن سيغادر إلى المنطقة اليوم الأربعاء وسيلتقي بمسؤولين إسرائيليين لتقديم “رسالة تضامن ودعم”.

في غضون ذلك، اقترب الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء المعارضة من تشكيل حكومة وحدة طارئة. وكان من المقرر عقد اجتماع بين نتنياهو ووزير الدفاع السابق بيني غانتس أمس الثلاثاء قبل تأجيله إلى اليوم الأربعاء.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 900 شخص قتلوا وأصيب 4600 في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

واجتاح مسلحون من حماس يوم السبت أجزاء من جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، في أعنف هجوم فلسطيني في تاريخ إسرائيل. وذكرت إذاعة كان العامة الإسرائيلية أن عدد القتلى في هجوم مطلع الأسبوع ارتفع إلى 1200.

وأغلب القتلى الإسرائيليين من المدنيين، إذ لقوا حتفهم بالرصاص في المنازل أو الشوارع أو في حفل راقص في الهواء الطلق. وأُسر عشرات الإسرائيليين وآخرون من الخارج واقتادهم المسلحون إلى غزة كرهائن، وظهر بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء عرضهم في الشوارع.

وهدد مسلحو حماس الذين يحتجزون جنودا ومدنيين إسرائيليين رهائن يوم الاثنين بإعدام أسير مقابل كل منزل في غزة يتعرض للقصف من دون سابق إنذار، لكن مع حلول ليل الثلاثاء لم يكن هناك ما يشير إلى أنهم فعلوا ذلك.

احتلال غزة طيلة 38 عاما

وكانت إسرائيل قد سحبت قواتها من غزة في 2005 بعد احتلاله 38 عاما، وتبقيه تحت الحصار منذ سيطرة حماس عليه في 2007. والحصار الذي أعلنته يوم الاثنين سيحول دون دخول الغذاء والوقود.

“لا يوجد مكان آمن”

وناشد سكان المساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا إن العديد من المباني انهارت، مما أدى في بعض الأحيان إلى محاصرة ما يصل إلى 50 شخصا داخلها، ولم يتمكن عمال الإنقاذ من الوصول إليهم.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألفا من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى، وتجمع الكثير منهم في الشوارع أو في المدارس.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الضربات الإسرائيلية دمرت منذ يوم السبت أكثر من 22600 وحدة سكنية وعشر منشآت صحية وألحقت أضرارا بما يصل إلى 48 مدرسة.

واندلع العنف أيضا في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، حيث قالت الشرطة الإسرائيلية إنها قتلت فلسطينيين أطلقا ألعابا نارية على ضباطها مساء الثلاثاء.

وفي الضفة الغربية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 21 فلسطينيا قتلوا وأصيب 130 آخرون في مواجهات مع القوات الإسرائيلية منذ يوم السبت.

You might also like