طلبت إسرائيل من المدنيين في شمال قطاع غزة، بمَن فيهم سكان مدينة غزة، الانتقال إلى جنوب القطاع، قائلة إن الوضع سيكون أكثر أماناً هناك مع الهجوم العسكري على حركة «حماس» في أعقاب هجومها عبر الحدود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)،
ورغم ذلك، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف مواقع في جنوب غزة، ما أدى إلى نشر الخوف بين النازحين من تعرضهم للخطر هناك مثلما كانت الحال في منازلهم بالشمال. وفيما يلي لمحة عن الوضع.
لماذا تواصل إسرائيل قصف الجنوب؟
منذ أن طلبت إسرائيل من سكان غزة التوجه جنوباً، واصل جيشها قصف الأهداف في جميع أنحاء المنطقة، ما أسفر عن مقتل عدد غير معروف من المدنيين. وإجمالاً، تقول السلطات في غزة إن 6800 فلسطينياً قُتلوا منذ بدء الضربات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر.
وقال السكان إن قصف الجنوب اشتد في 25 أكتوبر. وأدّت إحدى الضربات إلى تدمير مبانٍ سكنية عدة في خان يونس، على بُعد نحو 10 كيلومترات من الحدود المصرية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه حتى إذا كانت قوة «حماس» الرئيسية تتركز في مدينة غزة فإنها راسخة لدى السكان المدنيين بأنحاء القطاع.
وأضاف الجيش، اليوم (الأربعاء)، في تأكيد على تصريحات سابقة: «أينما يلوح هدف لـ(حماس) سيضربه الجيش الإسرائيلي من أجل إحباط القدرات الإرهابية للحركة، مع اتخاذ الاحتياطات الممكنة لتخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين غير المتورطين».
وتابع الجيش أن المنازل التي يعيش فيها المسلحون هي «أهداف مشروعة» حتى لو كان المدنيون يعيشون بجانبها.
وقال ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي للصحافيين، في مؤتمر صحافي عُقد مؤخراً، إن «ما يسمى المنزل الخاص ليس منزلاً خاصاً».
لماذا أمرت إسرائيل بإخلاء الشمال؟
قال الجيش الإسرائيلي في 12 أكتوبر إن ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يجب أن ينتقلوا إلى النصف الجنوبي من غزة خلال 24 ساعة. وقال الجيش إن الأمر يهدف إلى إبعاد المدنيين عن «أهداف (حماس) الإرهابية» التي يعتقد أنها تتركز في الشمال.
وقال المتحدث العسكري جوناثان كونريكوس، في وقت لاحق: «نحن نجهز المنطقة لنشاط عسكري كبير في مدينة غزة. هذه هي المرحلة التالية. ولهذا السبب نطلب من المدنيين التوجه جنوب نهر غزة».
وحشدت إسرائيل قواتها على الحدود مع غزة ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشن غزواً برياً.
وحثّ الجيش، في 18 أكتوبر، سكان غزة على الانتقال إلى ما سمّاه منطقة إنسانية في المواصي، على ساحل جنوب غزة.
وجددت إسرائيل تحذيراتها في 22 أكتوبر، قائلة إن أي شخص يقيم في الشمال يمكن وصفه متعاطفاً مع «منظمة إرهابية» إذا لم يغادر.
كم عدد الذين غادروا؟
قالت إسرائيل، اليوم (الأربعاء)، إنها هاجمت حواجز طرق لـ«حماس» من المعتقد أنها كانت تحول دون مغادرة السكان.
ورغم محاولات «حماس» وقف النزوح الجماعي، يقول السكان ومنظمات الإغاثة الدولية إن هناك نزوحاً جماعياً للأشخاص بعيداً عن الشمال ومناطق أخرى في القطاع يُنظر إليها على أنها معرضة بشكل خاص للهجمات.
وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 24 أكتوبر، عدد الذين نزحوا داخل غزة بأكثر من 1.4 مليون شخص.
ومعابر غزة الحدودية مع كل من مصر وإسرائيل مغلقة، ما يؤدي فعلياً إلى محاصرة السكان داخل القطاع.
ماذا قال المجتمع الدولي؟
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن منح مئات الآلاف من الأشخاص ساعات فقط لمغادرة منازلهم أمر «خطير ومثير للقلق العميق».
ودعت العديد من الحكومات الغربية إلى وقف القتال لفتح ممرات إنسانية للمدنيين المحاصرين. ودعت الدول العربية إسرائيل إلى وقف الحرب.