أسبوعان مرا على الكارثة التي ضربت مدينة درنة في الشرق الليبي جراء الفيضانات والسيول التي خلفها إعصار دانيال، لتتحول إلى مكب للركام، لاسيما ميناءها.
فقد أضحى هذا الميناء الذي كان يستقبل السفن والبضائع والركّاب وينطلق منه الصيادون، مكباً للجثث والسيارات.
وعلى مدى الأيام الماضية، خلا من العمّال والصيادين والمارّة. وحدها فرق البحث والإنقاذ المحلية والدولية انتشرت في المكان للمساعدة في انتشال ما استقرّ في قعر حوضه.
فيما تناثرت على رصيف هذا الميناء، أغراض شخصية لفظها البحر أو استخرجها الغطاسون، من علب حليب أطفال، لأدوات مطبخ، أو علب مساحيق التنظيف، وقوارير زيت طبخ…
عالقون في سيارات غارقة
من جهته، أكد رئيس لجنة الأزمة في مصلحة الموانئ والنقل البحري الكابتن محمد شليبطة لوكالة “فرانس برس” أنه يتمّ تنسيق الجهود “للبحث عن العالقين، حيث يُتوقع أن يكون هناك أشخاص داخل مركباتهم الآلية التي غرقت”.
وأوضح أن “الميناء قسّم إلى قطاعات، وكل منطقة كُلّف بها فريق معيّن”.
المياه أصبحت بنية
أما عمليات البحث فتجري عبر الغطس والتحسّس، إذ إن “الرؤية معدومة” في المياه الداكنة التي تحوّل لونها إلى البنيّ بسبب الوحول، وفق ما أوضح الغطّاسون.
ويرجح أن تستغرق عملية انتشال ما استقر في قعر حوض الميناء أو حتى في قعر البحر أبعد من الميناء، وقتًا طويلًا.
عجوز داخل ثلاجة
وعن أغرب حالات الإنقاذ التي شهدها رصيف هذا الميناء، روى عدد من البحارة قصة امرأة عجوز اختبأت داخل ثلاجة. وأوضح أن الثلاجة كانت تطفو على وجه الماء، فيما كانت المرأة تصرخ طالبة النجدة.
فهرع إليها بعض البحارة، ليجدوها عارية تسأل: “أين أختي؟”.
كما أشاروا إلى انتشال رجل مصري، أكد لهم أنه كان نائماً فاستيقظ ليجد نفسه يطفو في عرض البحر، دون أن يعي كيف وصل إلى هناك.