بالتزامن مع مشاركة عشرات الأشخاص بقدّاس في الحمدانية للصلاة على أرواح ضحايا الحريق المهيب الذي اندلع بقاعة للأعراس في البلدة الواقعة في شمال العراق، أكد قائد عمليات نينوى اللواء الركن عبدالله الجبوري أن التحقيقات انتهت.
وقال اليوم الخميس، إن لجنة التحقيق في الحريق أنهت إجراءاتها، كاشفاً عن توقيف 19 شخصاً.
قصور واضح
كما أوضح أنه سيتم اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين إداريين في قضاء الحمدانية.
إلى ذلك، أكد أن هناك قصورا واضحا في تطبيق شروط السلامة بتلك القاعة التي شهدت الكارثة، بعد أن أشعلت الألعاب النارية مواد شديدة الاشتعال في سقف موقع الزفاف، وسرعان ما التهمت النيران كل شيء.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت أمس القبض على 14 متهما في الحادث، هم 10 عمال وصاحب قاعة الأعراس التي وقع فيها الحريق والتي كانت تضم نحو 900 شخص، بالإضافة إلى ثلاثة “متورطين” بإشعال الألعاب النارية.
فيما بينت التحقيقات أن الألعاب النارية والأقمشة سريعة الاشتعال في سقف القاعة كانتا السبب الرئيسي لاندلاع النار.
كما أظهرت أنه لم يكن هناك مخرج بعد غلق الباب الرئيسي للقاعة، عقب اشتعال النيران، و أن باب الطوارئ كان صغيرا ومخفيا وبسبب العدد الكبير للمدعوين داخل القاعة لم يصل إليه أحد، إذ أن النارتسببت بحالة ذعر وتدافع وانتشرت بصورة سريعة.
وقتل مئة شخص على الأقل وأصيب 150 آخرون بجروح وفق حصيلة غير نهائية نشرتها السلطات جراء الحريق الذي اندلع ليل الثلاثاء الأربعاء في قاعة الأعراس بقرقوش. فيما كان في القاعة التي لم تكن موافية لشروط السلامة نحو 900 مدعوّ لحظة وقوع الحريق، وفق وزارة الداخلية.
حرائق مميتة سابقة
وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل.
كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.
ثم بعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز/يوليو من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية جنوب البلاد اندلع في جناح لمرضى كوفيد.
يشار إلى أن بلدة الحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية ضاربة في القدم يتحدّث سكّانها لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيّد المسيح، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار/مارس 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.
ولحق بها دمار كبير على أيدي تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق.