غضب في باريس بعد مقتل مراهق على يد الشرطة عند نقطة تفتيش مرورية

0 102

اندلعت احتجاجات واضطرابات في باريس وضواحيها، خلال الليل، بعد أن قامت الشرطة بإطلاق النار على شاب يبلغ من العمر 17 عاماً، لعدم امتثاله لأوامر شرطة المرور عندما طلبت منه التوقف.

ويُظهر فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، شرطياً يصوب مسدسه نحو سائق السيارة، قبل أن يُسمع صوت إطلاق النار، ثم تصطدم السيارة وتتوقف.

وتوفي المراهق، الذي يدعى ناهل، متأثراً بعيارات نارية في صدره، على الرغم من محاولات الخدمات الطبية الطارئة لإنقاذه.

تم احتجاز الضابط الذي اتهم بإطلاق النار على ناهل، بتهمة القتل.

وأثار إطلاق النار سلسلة من الاحتجاجات، ليلة الثلاثاء، في نانتير، المنطقة الواقعة غرب باريس حيث قتل الشاب، ما أدى إلى اعتقال 31 شخصاً في أعقاب الاضطرابات.

ويُعد ناهل الشخص الثاني هذا العام، في فرنسا، الذي يُقتل بإطلاق النار من قبل الشرطة عند نقطة تفتيش مرورية، ومن الجدير بالذكر أن العام الماضي، شهد مقتل 13 شخصاً بذات الطريقة.ذكرت الشرطة، في البداية، أن الشاب قاد سيارته باتجاههم بنية إيذاءهم، وفقاً للإعلام الفرنسي.

لكن اللقطات المنشورة على الإنترنت والتي تم التحقق منها من قبل وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) تروي قصة مختلفة.

تظهر اللقطات ضابطين بجوار السيارة، يوجه أحدهم سلاحه نحو السائق عبر النافذة، ويبدو أنه يطلق النار من مسافة قريبة جداً، بينما يحاول المراهق يحاول الهروب بالسيارة.

وتقول الوكالة أيضاً بتقريرها، إن شخصاً في الفيديو -يمكن سماعه- يقول: “سوف يتم إطلاق النار عليك في الرأس” ولكن من غير الواضح من قال ذلك.

وكان هناك شخصان آخران في السيارة في وقت إطلاق النار – فرّ واحد منهم بينما تم اعتقال الآخر، من قبل الشرطة، وهو أيضاً مراهق.

أثارت الحادثة غضباً واضطرابات خلال الليل، حيث أضرمت النيران في السيارات وحاويات القمامة، وتم تدمير محطات الحافلات، تم أيضاً استخدام ألعاب نارية أُطلقت بالقرب من مركز الشرطة، استخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، والبعض منهم أقاموا حواجز طوال الليل.

وتم تسجيل العديد من حوادث الاضطرابات أيضاً في بلدات أزنيير، كولومب، سورين، أوبيرفيلييه، كليشي سو بوا ومانت لا جولي.

ويقول مراسل بي بي سي في باريس، هيو سكوفيلد، في هذه الزاوية التحليلية، إن إطلاق النار في نانتير، سيكون واحداً من تلك اللحظات الرمزية التي تحدد العلاقات المضطربة بين الشرطة والسكان الساخطين في المدن والضواحي.

يمكن للحكومة أن ترى ذلك بوضوح، ولهذا السبب ستتعامل بحذر شديد خلال الأيام المقبلة، فقد ضبط جيرالد درمانان، وزير الداخلية، لهجته عندما قال إن الإجراءات الشرطية كما يبدو – غير مقبولة.

ويكمن الخطر بأن أعمال الشغب التي وقعت يوم الثلاثاء، قد تمتد خلال الليالي القادمة، الطقس الحار والأمسيات الطويلة ونهاية فصل الدراسة يمكن أن تسهم هذه الظروف مجتمعة مع شعور بالغضب إلى دفع المزيد من الشباب إلى الخروج إلى الشوارع.

لم تُنسى الليالي الطويلة لأعمال الشغب في الضواحي عام 2005.

إحدى المبادرات التي يمكن أن تكون قيد الدراسة، هي إعادة النظر في قواعد استخدام الأسلحة من قبل الشرطة في نقاط التفتيش.

ويُنهي سكوفيلد تحليله، بأنه لا جدال في أن رفض التوقف عند نقطة تفتيش مرورية هو جريمة خطيرة، لاسيما وأنه يحدث بشكل متكرر جداً. ولكن تكرار التعامل الشرطة مع هذه الحالات في 13 حادثة في العام الماضي، يشير بقوة إلى وجود خطأ ما، إذ تم قتل ركاب السيارات في مثل هذه الحالات من قبل الشرطة الفرنسية.

وفتحت السلطات الفرنسية المختصة، تحقيقين منفصلين عقب وفاة المراهق – أحدهما للتحقيق في احتمال قتل من قبل موظف عام، والآخر للتحقيق في سبب عدم إيقاف السائق سيارته والمحاولة المزعومة لقتل ضابط شرطة.

أوضح رئيس شرطة باريس، لوران نونييز، لمحطة تلفزيون فرنسية، أن تصرف الشرطي “يثير تساؤلات”، على الرغم من أنه أشار إلى أن الشرطي قد شعر بالتهديد.

أصر محامي عائلة المراهق المقتول، ياسين بوزرو، على أن ذلك ليس دفاعاً مشروعاً، وقال لنفس القناة إن الفيديو “يظهر بوضوح شرطياً يقتل شاباً بدم بارد”.

وأضاف أن العائلة قدمت شكوى ضد الشرطة بتهمة “الكذب”، بعد أن زعمت في البداية أن السيارة حاولت دهس الضباط.

قالت محامية أخرى تمثل عائلة الضحية، جنيفر كامبلا، للإعلام المحلي إنه لا يوجد شيء يبرر ما حدث، ووصفت الوفاة بأنها “إعدام”.

في فيديو نشرته على تيك توك، حثت والدة ناهل، مونية، الناس للانضمام إليها في مسيرة تضامنية لابنها.

قالت: “تعالوا جميعاً، أتوسل إليكم، سنكون جميعاً هناك”.

كما قال مهاجم فرنسا، ونادي باريس سان جيرمان، كيليان مبابي، في تغريدة على تويتر: “أشعر بالألم من أجل فرنسا، وضع غير مقبول، كل تفكيري يتجه إلى عائلة وأحباء ناهل، هذا الملاك الصغير الذي ذهب بعيداً بسرعة كبيرة”.

وكتب الممثل عمر سي، الذي يلعب دور البطولة في مسلسل لوبين، في تغريدة على تويتر: “أفكاري وصلواتي تتوجه إلى عائلة وأحباء ناهل، عسى أن تُكرّم العدالة ذكرى هذا الطفل”.

ووصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مقتل ناهل، بأنه “غير مفهوم” و”لا يمكن تبريره”، مشيراً إلى أن القضية “أثرت على الأمة بأكملها”.

وقال: “لا يوجد شيء يبرر وفاة شاب” مطالباً بـ”الهدوء لتحقيق العدالة”.

وأضاف الوزير جيرالد درمانان، في تصريحات لوسائل الإعلام الفرنسية، يوم الأربعاء: “أود أن أقول أنه في أي حالة، لا يمكن تبرير فعل مثلما شاهدنا – إذا كانت التحقيقات تؤكد الفيديوهات التي رأيناها”.

وقال: “نأمل في الحصول على الحقيقة الكاملة لما حدث”.

بينما أعرب زعيم اليسار، جان لوك ميلونشون، عن “أحر التعازي” لعائلة الشاب، وكتب في تغريدة: “لا يحق لأي ضابط القت،ل ما لم يكن دفاعاً عن النفس”.

وأضاف: “هذه القوة الشرطية غير المنضبطة هذه تنال من مصداقية السلطة الحكومية، ويجب إجراء إصلاحات شاملة”.

وكان سائق قد قُتل يبلغ من العمر 19 عاماً، قبل أسبوعين، على يد الشرطة، في بلدة أنجوليم الفرنسية الغربية، بعد أن اصطدم بضابط أثناء توقفه في نقطة تفتيش مرورية.

You might also like