في طرابلس في شمال لبنان عائلات كثيرة تكافح من أجل لقمة العيش. والانهيار المتسارع لم يرأف بأحوال المواطنين المتدهورة أصلاً، وصار التفكير بتكلفة الإفطار عبئاً إضافيّاً يُقلق شريحة كبيرة من المجتمع. لكنّ الأيادي البيض لم تنقطع فمدت يد العون عبر افطارات مجانية لآلاف العائلات. في بلد يعيش سقوطا على مقياس كل شيء, تضيء مدينة طرابلس في شمال لبنان شمعة في شهر رمضان عوضا عن لعن الظلام.
ضيق الوضع الإقتصادي طال حتى أصحاب المبادرات الخيريّة لكنّ ذلك لم يسرق التّعاضُد بين النّاس على الرغم من صعوبة المعيشة في المدينة الأفقر على حوض المتوسّط.
في معرض رشيد كرامي الدولي فتحت دارة طرابلس الخيريّة أبوابها عبر موائد رمضانيّة مجانية طيلة الشهر الفضيل وفسحة ليعيش الناس أجواء رمضان بكل تفاصيله.
فرق رمضانية تبعث الفرح في الأجواء, يلاقيها فن الرسم, وقصة شعر لكبار السن مجانا.
غابت الزينة عن شوارع المدينة التي كانت تلقب بعاصمة رمضان وحضرت بعد غياب زمن في الساحات الرئيسية في صورة تجاوزت كومة الازمات والعوائق .
المعاني الإنسانية لشهر رمضان لم تغب عن بال اللبنانيين، فنشطت الجمعيات في مختلف المناطق اللبنانية بغية تمويل مبادرات لمساعدة الناس في هذا الشهر ومحاولة احياء الفوانيس في زمن الكوابيس.