جدل واسع في وسائل الإعلام الروسية، و تصريح سفير الصين يثير تساؤلات حول تهديد التعاون الروسي الصيني

0 103

تسبب تصريح سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي فو كونغ، بشأن عدم اعتراف الصين بضم شبه جزيرة القرم ومناطق جديدة إلى روسيا، في حالة من الجدل في وسائل الإعلام الروسية، وفتح الباب للتساؤل عما إذا كان التعاون الروسي الصيني تحت التهديد.

ونقل تقرير نشره موقع “تسارغراد” الروسي عن أليكسي ماسلوف، مدير معهد جامعة “موسكو” الحكومية للدراسات الآسيوية والأفريقية، قوله إن الصين اتخذت موقفا محايدًا ولم تعترف بشرعية ضم روسيا للقرم في جميع جلسات تصويت الأمم المتحدة بشأن هذا الملف.

لكنه في المقابل، تحدث عن قوة العلاقات بين البلدين حاليا، كما يدل على ذلك حجم التفاعل بين روسيا والصين الملحوظ في الوقت الراهن، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 190 مليار دولار بحلول نهاية العام الماضي، علما أن عقودا كبيرة وقعت خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو أخيرا.
وأوضح ماسلوف أنه في حال تخلت بكين عن دعم موسكو، ستسجل روسيا انخفاضا في حجم الواردات من المعدات الفائقة التكنولوجيا أو حجم صادرات موارد الطاقة، لكن ذلك أمر لم تتم ملاحظته حتى اليوم.
سياق

ونسب التقرير إلى سيرغي ساناكوييف، نائب رئيس جمعية الصداقة الروسية الصينية ورئيس مركز بحوث منطقة آسيا والمحيط الهادي، قوله إنه يتعين الاسترشاد بتصريح رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي، وبكلمات الرئيس الصيني شي جين بينغ لفهم تصريح فو كونغ وعدم إخراجه عن سياقه الحقيقي، إذ قال الرئيس شي لبوتين مباشرة: “أنت لديك أنا، وأنا لدي أنت”.

وأشار التقرير إلى أن احتمال خسارة موسكو بكين كحليف لها ينذر بعواقب خطيرة، فالتحالف الروسي الصيني يعد كابوسا للإستراتيجيين الأميركيين، الذين يعتبرون تدميره على رأس أولوياتهم، لذلك اختلفت التكهنات الصادرة عن وسائل الإعلام الغربية عقب تصريحات فو كونغ.

اهتمام كبير

وأوضح التقرير أن الاهتمام بتصريح المسؤول الصيني يكشف كيف أن دائرة الأشخاص المهتمين بالأخبار القادمة من الصين في روسيا أصبحت أكثر اتساعا، في حين كانت ضيقة في وقت سابق وتشمل فقط رجال الأعمال الذين أسسوا أعمالا تجارية مع الصينيين.

ودعا تقرير الصحيفة الروسية إلى فهم تصريح المسؤول الصيني فو كونغ في سياقه الحقيقي، حيث جاء في وقت تتصاعد فيه نذر المواجهة العسكرية بين الصين والولايات المتحدة، في ظل تمسك البيت الأبيض بالوقوف إلى جانب تايوان، ولو تطلب ذلك شن حرب.

ولذلك تريد الصين الحفاظ على العلاقات التي تجمعها مع أوروبا، لا سيما في ظل تجاوز حجم المبادلات التجارية مع الاتحاد الأوروبي عام 2020 حجم المبادلات المنجزة مع الولايات المتحدة.

وأقر التقرير بأن تصريح السفير الصيني لدى الاتحاد الأوروبي أُخرج عن سياقه، مشيرا إلى تأكيد السفير عدم إدانة الصين للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كونها تتفهم اتهامات روسيا ضد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإلى تهرب الرئيس الصيني من إجراء محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مبررا ذلك بانشغاله.

You might also like