قضت محكمة أمريكية بإلزام شركة “تسلا” لصناعة السيارات الكهربائية بدفع نحو 3.2 مليون دولار على سبيل التعويض لعامل سابق في الشركة أسود البشرة، بعد الحكم لصالحه في دعوى قضائية رفعها على خلفيه تعرضه لإساءة عنصرية.
وخلصت هيئة محكمة فيدرالية إلى أن أوين دياز، عامل مصعد في مصنع الشركة في فريمونت خلال عامي 2015 و2016، تعرض لظروف تنطوي على عنصرية في بيئة عمله.
يأتي الحكم في أعقاب خفض قيمة التعويض بنسبة 98 في المائة من 137 مليون دولار، قيمة التعويض الأصلي التي حكمت به المحكمة سابقا في عام 2021.
وحكم قاض في العام الماضي بأن المبلغ الأول مبالغ فيه.
وحصل دياز، يوم الاثنين، على 3 ملايين دولار على سبيل التعويض الجزائي و175 ألف دولار على سبيل التعويض عما تكبده من ضرر نفسي.
وقال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، على تويتر: “لو سُمح لنا بتقديم أدلة جديدة للمحكمة، فسيكون الحكم بلا شيء”.
وأضاف: “هيئة المحكمة بذلت قصارى جهودها لفحص المعلومات التي كانت بحوزتها. وأنا أحترم القرار”.
ولم يفصح ماسك عن تفاصيل تلك الأدلة الجديدة التي كان من الممكن أن تقدمها تسلا.
كما رفض أليكس سبيرو، محامي تسلا، التعقيب على ذلك، ولم ترد الشركة على طلب من بي بي سي للتعليق.
وكان دياز قد ادعى، في الدعوى القضائية الأصلية، أن العاملين الأمريكيين من أصول أفريقية “واجهوا مشهدا من عصر (قوانين) جيم كرو” في مصنع الشركة في فريمونت، بولاية كاليفورنيا.
وقال إن العاملين من ذوي البشرة السوداء يواجهون دوما إساءات عنصرية في بيئة المصنع وكتابات عنصرية في الحمامات
وقالت الدعوى أيضا إن الموظفين يشيرون إلى المناطق التي يعمل فيها السود أو الأمريكيون من أصول أفريقية بأسماء تاريخية عنصرية، مثل “المزرعة”.
وأشارت الدعوى إلى أن أحد العمال يسمع اساءات عنصرية “بمعدل 50-100 مرة يوميا”.
وكانت محكمة فيدرالية في فرانسيسكو قد خلصت، في عام 2021، إلى أن تسلا لم تتخذ خطوات مناسبة للتصدي لتلك الإساءة، على الرغم من الشكاوى التي قُدمت لمشرفي العمل.
وقضت هيئة المحكمة وقتها بحصول دياز على تعويض قدره 137 مليون دولار، واعترضت تسلا على الحكم في ذلك الوقت، وقالت إنه “ليس مثاليا”.
وفي أبريل/نيسان عام 2022، خفض قاض فيدرالي أمريكي تعويض دياز إلى 15 مليون دولار، وقال إن التعويض الذي قرره القضاة سابقا “مرتفع للغاية”.
وقال برنارد ألكساندر، محامي دياز، الأسبوع الماضي: “إن نظرة دياز إلى العالم تغيرت تماما. وهذا ما يحدث عندما تسلب من شخص سلامته”.
ودعا ألكسندر هيئة المحكمة إلى منح موكله نحو 160 مليون دولار على سبيل التعويض.
وعلى الرغم من ذلك اعترض محامي تسلا، سبيرو، وقال إن محامي دياز أخفق في إظهار أن تسلا تسببت في أي ضرر خطير وطويل الأمد.
وقال سبيرو: “إنهم يطرحون أرقاما فقط على الشاشة كما لو كان عرضا للألقاب”.