تجري مباحثات بين السعودية وسوريا حول استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين بعد إغلاق الرياض سفارتها في دمشق بسبب موقفها المناهض للنظام. وتأتي هذه المباحثات بعد اتفاق بين السعودية وطهران، التي تدعم النظام السوري، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.
وصرح مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إنه جاري البحث بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية بين البلدين، وذلك في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية للشعبين. وكانت السعودية أغلقت سفارتها في دمشق في 2012 بعد دعمها للمعارضة والإنتقادات للنظام السوري.
فقد زار الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً الإمارات وسلطنة عُمان، وهما أول دولتين عربيتين يزورهما منذ بدء النزاع في بلاده. وتحدث الرئيس الإماراتي مع نظيره السوري في أبوظبي عن ضرورة عودة سوريا “إلى محيطها العربي”، وذلك في إطار جهود لإصلاح العلاقات بين الدول العربية.
ويتوقع محللون أن يؤدي الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا إلى زيادة الزخم الدبلوماسي وتعزيز العلاقات السورية مع دول المنطقة التي كانت مترددة في تحسين العلاقات بعد مضي أكثر من عقد على بدء النزاع. وأكد الرئيس السوري، بشار الأسد، في حديثه مع تلفزيون “ار تي” الروسي أن الساحة السورية لم تعد مكان صراع بين إيران والسعودية، مشيدًا بالإتفاق الذي توصلت إليه الدولتان ووصفه بـ”المفاجأة الرائعة”.
كما أكد وزير الخارجية السعودي أن هناك تغييرا في السياسة السعودية تجاه سوريا في السنوات الأخيرة، وأن هناك توافق في الآراء في العالم العربي بشأن ضرورة اتباع نهج جديد لمواجهة الأزمات الإنسانية في سوريا. وأشار إلى أن هذا التحول يهدف إلى خلق بيئة أكثر استقرارا في المنطقة.
والاسبوع الماضي، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية صحافيين في الرياض أن “الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ونحن بحاجة إلى التفكير في طرق للتواصل والتواصل مع سوريا”.
وأوضح “بالطبع عرضنا وساهمنا بشكل كبير في الإستجابة الإنسانية بعد الزلزال. حتى قبل ذلك واصلنا تقديم المساعدات الإنسانية لأشقائنا في سوريا وجميع أنحاء سوريا. لكننا ما زلنا نتشاور مع الدول العربية الشقيقة في هذا الصدد”.
في المقابل، أكّدت الولايات المتحدة الثلاثاء معارضتها تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل في تصريح للصحافيين “لن نطبّع العلاقات مع نظام الأسد” مشددا على أن الإدارة الأميركية لا تشجّع أحدا على هذا التطبيع بغياب أي تقدّم حقيقي نحو حل سياسي.
وتابع المتحدث “نحضّ جميع المنخرطين مع دمشق بالتفكير بصدق وتمعّن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون”.
وتمكّن الأسد بدعم من روسيا من استعادة السيطرة على غالبية مناطق سوريا بعد النزاع الذي أوقع نصف مليون قتيل وهجّر نصف سكان البلاد وشهد صعود تنظيم الدولة الإسلامية.
وتستبعد الولايات المتحدة بموجب قانون محلي تقديم أي مساعدة لإعادة الإعمار في سوريا في ظل حكم الأسد قبل المحاسبة عن الإنتهاكات.
وبالإضافة إلى دول عربية، اتّخذت تركيا المجاورة لسوريا والتي تدعم فصائل تقاتل القوات الحكومية السورية، مؤخرا خطوات باتّجاه إصلاح العلاقات.
وقال الباحث في مجموعة يوروآسيا أيهم كامل إنّ “التركيز الأخير من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، على إصلاح الخلافات مع الجيران، يعكس رغبته في التركيز على التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المحلية”.
وتابع “أجندة التطوير الإقتصادي المحلي تتطلب بيئة أكثر استقرارا”.