وزير الخارجية السعودي يتطلع لتعزيز الأمن والإستقرار في الخليج من خلال الإتفاق مع إيران

0 150

أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة العربية السعودية تؤمن بأهمية العلاقات الدينية والجوار الحسن، وتسعى دائماً للحوار والتفاهم وحل الخلافات بالطرق السلمية. وأضاف أن المملكة عقدت عدة جولات للحوار مع إيران على مدار أكثر من عامين في بغداد ومسقط وبكين، وتوصلت في المباحثات إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مع التزام كل طرف بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، واحترام سيادة الدول وحل الخلافات بالحوار والجوار الحسن، وذلك بغية تعزيز الأمن والإستقرار في منطقة الخليج العربي ودعم مسيرة العمل الإسلامي المشترك.

وخلال مشاركته في الدورة الـ49 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي تستضيفها الجمهورية الإسلامية الموريتانية تحت شعار “الوسطية والإعتدال صمام الأمن والإستقرار”، أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أنه يقدر جهود الحكومة الموريتانية في استضافة الدورة الحالية، كما أشاد بالجهود المبذولة من حكومة جمهورية باكستان الإسلامية خلال رئاستها للدورة السابقة، كما قدم شكره للأمانة العامة للمنظمة على جهودها في دعم مصالح الدول الأعضاء والمساهمة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وأضاف الوزير: “تجتمع هذه الجلسة بعد الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة (الإسلاموفوبيا)، الذي يساهم في زيادة الوعي بالتهديد الذي يواجه المسلمين، ومع ذلك، فإن محاولات التعرض للمقدسات الدينية، وحرق المصحف الشريف، وتحريض الكراهية ضد الأقليات المسلمة تستدعي منا التأكيد على ضرورة احترام قيم الوسطية والتعايش مع الآخر بالإحترام”.

وأضاف الوزير: “تمثل السعودية قوة داعمة لقضايا العالم الإسلامي، وتؤمن بأهمية دور منظمة التعاون الإسلامي في تعزيز التضامن وحماية المصالح المشتركة. وقد استضافت المملكة بالتعاون مع المنظمة العديد من المؤتمرات خلال العام الماضي، من بينها الإجتماع الوزاري الأول لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء، والذي أدى إلى إقرار اتفاقية مكة المكرمة للتعاون بين تلك الجهات، بالإضافة إلى المؤتمر الرابع لمنظمة التعاون الإسلامي حول الوساطة. وتعلن السعودية في هذا السياق عن رغبتها في استضافة المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام، وهو تبيان لحقوق المرأة التي كفلتها الشريعة، ويعكس دور المملكة الفاعل في هذا المجال”.

وخلال كلمته، قال الأمير فيصل بن فرحان: تُعرب المملكة عن تضامنها وصادق مواساتها للأشقاء في سوريا وتركيا إثر ما خلّفته كارثة الزلزال من خسائر بشرية ومادية، فقد سخّرت السعودية الجهود للتخفيف من تبعات هذا المصاب عبر إرسال المساعدات العاجلة، ونظّمت حملة شعبية لصالح المتضررين، كما تؤكد المملكة موقفها الداعم للإسراع في إيجاد حلّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد وزير الخارجية على أن السعودية كانت وما زالت تدعم الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة، وندعو المجتمع الدولي للقيام بدوره في وضع حد لانتهاكات قوات الإحتلال الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، وتقويض فرص إحياء عملية السلام.
وقال: السعودية تجدد دعمها للسلام في اليمن ولجهود المبعوث الأممي إلى اليمن الرامية إلى التوصل لوقف كامل ودائم لإطلاق النار، وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، مؤكداً دعم السعودية لمجلس القيادة الرئاسي اليمني لتمكينه من تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة من شأنها تحقيق الأمن والإستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة، وأن المملكة تواصل دعمها لقضايا العالم الإسلامي على الصعيدين الإنساني والتنموي، فقد قدمت منحة بقيمة 30 مليون دولار للصندوق الإستنمائي الإنساني لأفغانستان، وأسهمت في تمكين المبعوث الخاص للأمين العام إلى أفغانستان من أداء مهماته، وتؤكد أن نجاح مساعيه يعتمد بشكل كبير على دعم الدول الأعضاء في المنظمة والدول الأخرى والمنظمات الدولية.
وأضاف: كما تشدد المملكة على أهمية وضرورة أمن واستقرار أفغانستان، وإدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وحثّ السلطات الأفغانية على احتواء مختلف الأطياف الأفغانية، ومراعاة المواثيق والأعراف الدولية، واحترام الحقوق الأساسية التي كفلتها مبادئ الشريعة الإسلامية.

You might also like