إجتمع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لبحث تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية وأهمية دعم السلام والتعاون في المنطقة.
تمت زيارة شمخاني لأبوظبي حيث التقى مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد في وقت سابق اليوم، وتم بحث جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين، خاصة في المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية.
وقد بحث الجانبان خلال الإجتماع في قصر الشاطئ بأبوظبي عدة قضايا محل اهتمامهما المشترك، وتبادلا وجهات النظر حولها، مؤكدين أهمية بذل الجهود لتعزيز الإستقرار والإزدهار في المنطقة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قد قام بزيارة إلى أبوظبي بدعوة رسمية من الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وذلك لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، وتم تأكيد أن شمخاني كان برفقة مسؤولين كبار في القطاعات الإقتصادية والمصرفية والأمنية في إيران.
بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإيران، تخللها تصاعد حاد في التوتر بين البلدين، قام الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، بزيارة إلى أبوظبي لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان. يأتي ذلك بعد أن توصلت السعودية وإيران إلى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في كلا البلدين خلال شهرين، وهو ما حظي بترحيب واسع النطاق. وكان الوفد الإيراني الذي ترأسه شمخاني يضم عددًا من المسؤولين الكبار في القطاعات الإقتصادية والمصرفية والأمنية.
وفقًا للتقارير الإعلامية الإيرانية، قال شمخاني لنظيره الإماراتي خلال اللقاء في أبوظبي إن الثقة في المنطقة الإستراتيجية المطلة على الخليج مفقودة وهذا يمنع التنمية الإقتصادية، مؤكدًا أن التعاون الشامل والمستمر مع الجيران يعد استراتيجية ثابتة في السياسة الخارجية الإيرانية. وأضاف أن الخلافات والعداءات يجب أن تحل محل التعاون والتقارب، حتى يتمكن الجميع من التغلب على التحديات التي لا تخدم مصلحة أي دولة في المنطقة.
يعتبر شمخاني أن الخلافات وانعدام الثقة هي عائق جدي يحول دون التنمية الإقتصادية في المنطقة وأنها تلبي مطالب الأعداء من خارج المنطقة. وأضاف أن التحديات التي تواجه المنطقة تحتاج إلى التعاون والتقارب بدلاً من الخلافات والعداء، وأنه يجب توسيع التعاون السياسي والأمني والإقتصادي والثقافي للحيلولة دون دور غير بناء للأجانب وتحقيق الأمن والسلام والرفاهية للشعوب في المنطقة.
ونسبت الوكالة الإيرانية إلى الشيخ طحنون قوله إن التعاون والمودة بين البلدين يحظيان بأهمية قصوى للإمارات.
وفيما يخص اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، قال الشيخ طحنون لشمخاني إن هذا الإتفاق يلعب دوراً بناءً في توسع السلام والإستقرار والأمن المستدام في المنطقة. وقال إن تنمية العلاقات الودية والأخوية بين أبوظبي وطهران من بين أولويات الإمارات، مشدداً على أن زيارة شمخاني «نقطة تحول في العلاقات البلدين، وستعطي تنمية العلاقات بين الجانبين زخماً أكبر»، وفقاً لوكالة «إرنا» الرسمية.
بدوره، لفت شمخاني إلى أن جميع دول المنطقة «تشترك في المصير، وهي أعضاء أسرة كبيرة». وقال: «الخلافات العائلية يجب أن تحل بالحوار، وحسن النوايا والتسامح، لكي نتمكن جميعاً من التحرك باتجاه منطقة قوية ومتطورة، في عملية قائمة على المشاركة الجماعية».
وقال شمخاني إن تبادل «الطاقات الإقتصادية والتجارية والإستثمار على رأس أولويات طهران في إقامة العلاقات مع دول الجوار».
وقال: «نظراً للأرضيات المناسبة التي أنشئت قبل عام لتنمية العلاقات الإيرانية – الإماراتية، اعتبر هذه الزيارة بداية ذات مغزى لدخول البلدين مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والإقتصادية والأمنية».
وقبل مغادرة طهران، قال شمخاني للصحافيين الإيرانيين، في مطار مهرآباد، إن «رؤية الحكومة الإيرانية حيال التعاون الإقليمي، التي يتم العمل بها في إطار دبلوماسية الجوار حالياً، تهدف إلى بناء منطقة قوية».
وقال: «في حال توصلت الدول الإقليمية جميعاً إلى هذه القناعة بأنه فقط من خلال تضافر الجهود لبناء منطقة (مقتدرة) يمكن الحصول على أمن واستقرار مستدامين، عند ذلك تتوفر إمكانية التعويل على وقوع تطورات إيجابية حديثة على صعيد العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف داخل المنطقة».
في وقت لاحق أمس، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي باقري كني، إن بلاده ستوفد سفيراً لها إلى الإمارات قريباً.
وأضاف كني أن الإجراءات اللازمة لإيفاد السفير إلى أبوظبي دخلت حيز التنفيذ بعد إعادة الإمارات سفيرها إلى إيران، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية.
واعتبر مساعد وزير الخارجية أن العلاقات بين إيران والإمارات «لم تنقطع أبداً»، وإنما شهدت «تراجعاً» في المستوى.