ما أثر افتتاح المرحلة الثانية من مصفاة “عبادان على الإقتصاد الإيراني؟

0 50

افتتح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجزء الأول من المرحلة الثانية من مصفاة عبادان، وبهذا يرتفع إجمالي إنتاجها إلى 360 ألف برميل يوميا، وتنتج البنزين “يورو5” (Euro 5). الاستثمار الأوليّ في المرحلة الثانية بلغ 1.2 مليار يورو.

وقال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، سيزداد إنتاج البنزين والديزل في مصفاة عبادان إلى 14 مليون لتر و18 مليون لتر يوميًا على التوالي، بعد بدء المرحلة الثانية من المصفاة. وأوضح أن إيران تنتج حاليًا 3 ملايين و850 ألف برميل نفط يوميًا، وتحصل على 12 دولارًا من كل برميل نفط يتم استخراجه.

ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، تأسست مصفاة عبادان عام 1912 كأول مصفاة في غرب آسيا. وقبل بدء الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980، كانت تُعد أكبر مصفاة في العالم بقدرة تكرير 628 ألف برميل نفط يوميًا. وتعمل حاليًا في المصفاة 7 آلاف شخص، وهي مملوكة بالكامل للدولة الإيرانية.

وأفاد مسؤولون إيرانيون إنه بعد افتتاح المرحلة الثانية من مصفاة عبادان، ستنتج المصفاة 30% من الوقود (البنزين) في إيران، بزيادة عن نسبة 25% التي كانت توفرها في السابق.

سد العجز

ويرى الخبير الإقتصادي بيمان مولوي أن افتتاح المرحلة الثانية من مصفاة عبادان يمثل إرادة إيرانية في ظل العقوبات الغربية، ويضيف مولوي  أنه على الرغم من الضرر الذي تحمله الإقتصاد الإيراني من ضعف مبيعات النفط بسبب العقوبات فإن هناك تقدما ملحوظا في صناعة النفط الإيرانية وإن كان بطيئا.

ويوضح مولوي أن خسائر إيران بسبب عدم قدرتها بيع النفط بسبب العقوبات خلال السنوات العشر الماضية تجاوزت 450 مليار دولار.

ويقول مولوي إن استهلاك البنزين في إيران يبلغ 145 مليون لتر يوميا بينما إنتاج البنزين في البلاد 110 ملايين لتر يوميا، ويصل العجز في الإنتاج إلى 35 مليون لتر يوميا، وتهدف مصفاة عبادان لسد جزء من هذا العجز.

ويوضح مولوي أن الحكومة الإيرانية يجب أن تسارع لإنشاء المزيد من المصافي لتجنب استيراد البنزين، مؤكدا أن السبب في ارتفاع نسبة استهلاك البنزين يعود إلى ضعف جودة صنع السيارات الإيرانية.

ومن جانبه، يشير الخبير الإقتصادي بهمن آرمان إلى أن إنتاج هذه المصفاة في الوقت الحالي أقل من نصف إجمالي إنتاجها اليومي قبل الحرب الإيرانية ـ العراقية.

وبرر آرمان، في حديثه للجزيرة نت، نسبة الإستهلاك العالية للبنزين الإيراني مقارنة بمعدل الاستهلاك العالمي إلى السعر الرخيص للبنزين محليا، وأيضا افتقاد المعايير التقنية الحديثة في السيارات الإيرانية، حسب قوله.

تأميم صناعة النفط
يصادف الـ20 مارس/آذار في الذاكرة الإيرانية تأميم صناعة النفط في إيران عام 1951 بعد أن كانت بريطانيا تسيطر على النفط الإيراني منذ عام 1913 من خلال شركة النفط الأنغلو ـ فارسية التي كانت قد تأسست منذ اكتشاف النفط في مدينة مسجد سليمان جنوب غربي إيران لأول مرة عام 1908.

وبحسب الوكالة الإيرانية الرسمية “إرنا”، يعد محمد مصدّق زعيما لحركة تأميم النفط في إيران بعد اختياره رئيسا للوزراء من قبل البرلمان الإيراني آنذاك، حيث صوّت البرلمان على تأميم صناعة النفط ورفض رئيس الوزراء إسماعيل رزم آرا العمل بالقرار مما أدى إلى تنحيه ثم اغتياله من قبل جماعة “فدائيو الإسلام” الداعمة لتأميم النفط واستبداله مصدق به.

ويؤكد المصدر أن الإيرانيين لم يجنوا ثمار تأميم صناعة النفط بسهولة، حيث أجبروا بعد أشهر على إغلاق مصفاة عبادان التي كانت من أكبر مصافي النفط في العالم آنذاك، وذلك لأن بريطانيا حرضت العالم على الامتناع عن شراء النفط الإيراني مما أدى إلى انخفاض المبيعات الإيرانية بنسبة كبيرة.

You might also like