تم الإبلاغ أمس عن وفاة 7 أشخاص في انفجار مستودع ذخائر للميليشيات المدعومة من إيران في مدينة دير الزور في شرق سوريا، وذلك في ظل تقارير تشير إلى وجود طائرات مسيرة في المنطقة في نفس الوقت. يأتي الانفجار بعد يوم واحد من قصف مطار حلب الدولي وإخراجه عن الخدمة، بسبب الشكوك التي أثيرت بناءً على معلومات إسرائيلية بأن إيران تستخدم المطار لنقل الأسلحة إلى سوريا باستخدام طائرات تحمل مساعدات إنسانية لضحايا الزلزال الذي وقع في السادس من فبراير/شباط الماضي.
ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في وقت سابق عن وقوع انفجار لغم في حي بدير الزور مما أسفر عن وفاة عدد من الأشخاص وإصابة آخرين. وفي تقرير صدر أمس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوفاة سبعة أشخاص، ثلاثة منهم من جنسيات أجنبية وثلاثة آخرين من جنسية سورية، بالإضافة إلى شخص مجهول الهوية، وذلك نتيجة انفجار وقع في مستودع لميليشيات إيرانية في حي سكني بمدينة دير الزور، مع تزامن ذلك مع تحليق طائرات مسيرة في المنطقة، دون تحديد جهة تابعة لها هذه الطائرات. وأشار المرصد إلى أن المستشفيات في دير الزور قد طلبت التبرع بالدم من جميع الفئات بسبب الإصابات الكبيرة، وتم الإبلاغ عن وجود قتلى آخرين. يقع المبنى المستهدف خلف مستشفى الكوليرا الإيراني في حي الحميدية بمدينة دير الزور.
وتحدث «المرصد السوري» أيضاً عن «وجود تحركات للميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور، بعد الضربات الإسرائيلية لـ(مطار حلب الدولي)، حيث نشرت ميليشيا لواء (فاطميون) الأفغاني الموالية لإيران 4 مدافع، وأخفتها بين أشجار النخيل ضمن بستان في محيط مدينة الميادين (عاصمة الميليشيات الإيرانية في شرق سوريا)، بعد إجراء عملية صيانة وتنظيف للمدافع».
وتُعد المنطقة الحدودية مع العراق في ريف دير الزور الجنوبي من أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، وبينها فصائل عراقية. وقد تعرضت على مر السنوات شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك المجموعات إلى ضربات جوية، بينها ما أعلنت عنه واشنطن، وأخرى نُسبت إلى إسرائيل، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية» التي نقلت عن مدير «المرصد»، رامي عبد الرحمن، أن الهجوم طال حياً يضم مساكن لكبار القادة الإيرانيين وكبار ضباط «حزب الله» ومستشفى إيرانياً لعلاج مرضى الكوليرا.
وبدورها، تحدثت «سانا» عن وقوع انفجار «من مخلفات الإرهابيين» في حي الحميدية. وكان تنظيم «داعش» يسيطر على أجزاء من مدينة دير الزور قبل طرده منها في 2017.
ونشرت «سانا» صوراً تُظهر دماراً كبيراً في أحد المباني، وتضرر شاحنات قريبة.
وتسيطر قوات النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور، وينتشر فيها آلاف المقاتلين من مجموعات موالية لإيران، وتحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور، مروراً بالميادين. وتُعدّ هذه المنطقة الحدودية طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولـ«حزب الله» اللبناني، كما للمجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. كما تُستخدَم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا.