تعمل الحكومة المصرية بجهود محكمة ومتدرجة على مكافحة السرطان، بما في ذلك الكشف المبكر والعلاج المجاني لآلاف المرضى، وفقًا لمسؤولة حكومية، وأن مصر وضعت ملف محاربة الأورام على رأس أولوياتها الصحية وضمن رؤية 2030 لتحقيق أعلى نسبة شفاء من السرطان.
وقد تم الإعلان في فبراير الماضي عن بدء التشغيل التجريبي لأول مصنع في مصر لتصنيع أدوية علاج الأورام، وهو خطوة مهمة تدعم جهود مكافحة مرض السرطان على نحو خاص. وسيتم توجيه إنتاج هذا المصنع، وفقًا للإعلان، لعلاج المرضى في مصر وتصدير الفائض إلى مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وشرق أوروبا.
فمرض السرطان يعد أحد الأسباب الرئيسية لزيادة معدلات الوفاة، ووفق الإحصاءات تم تشخيص 20 مليون مصاب بالسرطان على مستوى العالم بنهاية 2021 فيما توفي 10 ملايين شخص بهذا المرض الخبيث، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ووفق الإحصاءات، فإن مصر يتم تشخيص قرابة 170 ألف مصاب بالسرطان فيها سنويا.
وأكدت نيرفانا مجدي في تصريحا أنه من أجل تحقيق ذلك فإنه يتم تنفيذ خطة محكمة ومتدرجة تضمنت:
إطلاق المبادرة الرئاسية للتشخيص المبكر وعلاج سرطان الثدي لدى المرأة منذ عام 2019.
تم وضع بروتوكولات موحدة للتشخيص والعلاج في جميع المحافظات المصرية للمساواة بين جميع المرضى في شتى أنحاء البلاد.
حتى الآن تم فحص أكثر من 33 مليون سيدة، وأسفر ذلك عن تشخيص 17 ألف حالة مصابة بسرطان الثدي ويتم علاجهن بأحدث الأدوية.
بشكل تدريجي سيتم إطلاق مبادرات رئاسية أخرى لكشف وعلاج جميع أنواع الأورام لدى الرجال والنساء والأطفال، بشكل متتابع لأنه لا يمكن إتمام الأمر مرة واحدة.
وأشارت نيرفانا مجدي إلى أن أشهر أنواع السرطان في مصر هو سرطان الكبد، وذلك لأن البلاد كان بها أعلى نسبة إصابة بفيروس الكبد الوبائي سي المسبب الرئيس لسرطان الكبد.
وشددت على أن نسبة الإصابة بهذا السرطان بدأت تنخفض بعدما نجحت مصر عبر بروتوكولات العلاج الجديدة في القضاء على فيروس سي.
وأوضحت أن مصر بها حوالي 57 مستشفى ومركزا حكوميا متخصصا في تشخيص وعلاج الأورام موزعة على جميع محافظات الجمهورية وتقدم العلاج بالمجان ومن أشهرها المعهد القومي لعلاج الأورام بالقاهرة، فضلا عن عشرات المراكز والمستشفيات الخاصة التي يتعالج فيها القادرون.
أول مصنع لأدوية علاج الأورام في مصر
وعن افتتاح أول مصنع لأدوية علاج الأورام في مصر قالت نيرفانا مجدي إن هذه خطوة ستدعم جهود مواجهة السرطان بقوة، وستعمل على تسريع توفير الأدوية اللازمة بدلا من انتظار وقت طويل لاستيرادها من الخارج، فضلا عن خفض تكلفة العلاج بنسب تصل إلى 40 بالمئة وهذا بالقطع سيساعد في البدء المبكر لعلاج المرضى ويزيد من نسب الشفاء.
من جانبها، أكدت رئيس قسم العلاج الإشعاعي بالمعهد القومي للأورام في القاهرة عزة نصر أن خطة مصر تعتمد على مقولة أن الوقاية خير من العلاج، ولذلك تركز جهودها على الكشف المبكر عن الأورام السرطانية، ونشر الوعي بين الناس بأهمية تلك الخطوة.
وشددت في تصريحات على أن المبادرات الرئاسية للكشف المبكر عن السرطان أتت ثمارها فعلا حيث أصبح المواطن لديه وعي ويأتي من تلقاء نفسه للفحص من أجل الإطمئنان والكشف من المبكر عن أي ورم محتمل، وهذا يساعد في اتخاذ اللازم سريعا ومن ثم تزيد نسب الشفاء.
وكشفت أن من أنجح الحملات هي حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء، حيث نجحت في نشر الوعي واكتشاف الإصابات مبكرا وبالتالي فهذا أيضا يساهم في تقليل تكلفة ووقت بروتوكولات العلاج.
وأشارت إلى أنه يشترك في تلك المبادرة بجانب المعهد القومي لعلاج الأورام كذلك مستشفى قصر العيني وجميع المستشفيات الجامعية والحكومية، وخدماتها في هذا السياق تقدم للمواطن بالمجان كاملة.