حيث تم توقيع عدة إتفاقيات تعاون بين هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة وشركات أجنبية، من بينها مجموعة “إف تي آي” الألمانية لتعزيز الربط الجوي بين ألمانيا والإمارة، وشركة “في بورتس” لإنشاء أول مطار عامودي حديث في رأس الخيمة، بالإضافة إلى اتفاقيات مع “إلكترا. آيرو” و”فالكون للطيران” و”سكاي درايف” لإنشاء مركز موحد للنقل الجوي المتقدم على مستوى العالم في دبي. وتهدف هذه الإتفاقيات إلى تطوير وتعزيز القطاع السياحي والنقل الجوي في المنطقة وجعلها وجهة مفضلة للسياح والمسافرين من جميع أنحاء العالم.
وجمعت القمة التي انعقدت على مدار ثلاثة أيام تحت شعار “الإستدامة وتأثيرها المباشر على مفاهيم السفر والسياحة في العصر الحالي” قادة القطاع الذين عملوا على استكشاف دور الطيران المستدام كمحرك للنمو الاقتصادي”.
وأكدوا في ختام المؤتمر ضرورة إعطاء الأولوية للعمل المناخي في سوق الشرق الأوسط والذي يعتبر أحد أسرع أسواق الطيران نمواً في العالم.
كما دعا قادة الطيران العربي إلى تمتين التعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز استدامة قطاع الطيران مستقبلاً إلى جانب انتهاج سياسات فعالة وعملية.
واكدوا ضرورة توفير فرص تدريب فعّال في ضوء تنامي حاجة المنطقة للكفاءات المتخصصة في مجال الطيران، ولضمان إعداد الجيل القادم من القوى العاملة للدخول إلى سوق العمل.
وكانت الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم دعت إلى تحقيق الشمولية في قطاع الطيران، مشيرةً إلى إمكانية تغيير الواقع الحالي من خلال زيادة تمثيل المرأة في القطاع والذي يمكن بدوره أن يمكّن الشابات من الإستفادة من الفرص المتنامية في القطاع.
وأشادت بالنساء الرياديات اللواتي حطمن الحواجز في قطاع الطيران منذ القرن الثامن عشر، مضيفةً أن مبادرتها شيهانة (جمعية المرأة في الطيران) تهدف إلى تشجيع المزيد من النساء على دخول قطاع الطيران.
وقال عادل العلي، رئيس قمة العرب للطيران والرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، إلى أن السنوات الثلاث الماضية كانت حافلة بالدروس المهمة وأظهرت مرونة قطاع الطيران في مواجهة التحديات المتشعبة التي شهدتها السوق.
واكد، أنّ تعميم الممارسات والتقنيات المستدامة عبر القطاع سيكون أمراً بالغ الأهمية لمواجهة تحديات التغير المناخي، ودعا إلى تعاونٍ أشمل بين جميع أصحاب المصلحة لتقديم حلولٍ مستدامة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات السفر في جميع أنحاء العالم.
وسلط راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، الضوء على أهمية تكامل الأعمال بين قطاعي الطيران والسياحة لخلق المزيد من فرص العمل، وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة أعداد الزوار.
وأكد فيليبس، أنّ الإمارة تسير في الإتجاه الصحيح لتحقيق طموحها بأن تصبح أول وجهة سياحية مستدامة في المنطقة بحلول عام 2025. وأشار فيليبس إلى أن تحقيق تأثير مستدام حقيقي يستوجب بالضرورة اختيار شراكاتٍ تمضي بقطاع الطيران قدماً نحو المستقبل.
وأكدت، إيرينا جورجيفا، نائب وزير السياحة في بلغاريا، على العلاقة المترابطة بين قطاعي الطيران والسياحة لافتةً إلى أن التعاون بينهما أمر حتمي لتحقيق التنمية المستدامة لكليهما.
وأبدت الوزيرة رغبة بلدها بتعزيز العلاقات مع دول الشرق الأوسط، ونوّهت أن الإدارة الحكيمة والمسؤولة لقطاعي السفر والسياحة ستصب في مصلحة البشرية جمعاء.
من جهته، أشاد خالد العيساوي مدير منطقة الخليج والشرق الأدنى في الإتحاد الدولي للنقل الجوي، بالتنسيق بين جميع أصحاب المصلحة في قطاع الطيران لتسريع الجهود نحو تحقيق أهداف الحياد المناخي، مشيراً إلى أن هذه الرؤية تستند إلى التزام مشترك تجاه الأجيال القادمة.
ولفت العيساوي إلى أنّ تعزيز إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) يشكل ضرورةٌ لتحقيق هذه الأهداف، ودعا الحكومات إلى اعتماد سياساتٍ لحفز إنتاج الوقود المستدام وصولاً إلى توفيره بأسعار تعادل تكلفة وقود الطائرات التقليدي.
وقالت أرادانا كوالا، رئيس المجلس الإستشاري في شركة البحر الأحمر الدولية، إنّ وقود الطيران المستدام ليس إلاّ واحداً من الحلول المطروحة لخفض الإنبعاثات الكربونية في القطاع، ودعت إلى ابتكار حلولٍ طويلة الأمد مثل مشاريع تقنيات البطاريات وتعزيز الكفاءات التشغيلية. وذكرت كوالا أن التخفيضات والحوافز الضريبية التي بدأت الحكومات بانتهاجها ستحدث تغييراً إيجابياً في مسار تحول القطاع نحو الإستدامة.
وبحسب ميكائيل هواري، رئيس شركة إيرباص الشرق الأوسط وأفريقيا، فإنه من المتوقع أن تدخل 3000 طائرة جديدة حيز التشغيل في المنطقة بحلول عام 2040، وسيحل 40% من هذه الطائرات محل طائرات قيد التشغيل حالياً، مما يعزز التزام المنطقة بالإستدامة كركيزة أساسية لتنمية القطاع.
وأشار إدوارد أوبريان، الرئيس التنفيذي لـشركة أفايلس إلى أنه بموجب رؤية المملكة للعام 2030، فإن الشركة تساهم بشكل فاعل ومسؤول في النمو السريع للنظام الإيكولوجي في مجال الطيران من خلال الإستثمار والإلتزام باتفاقيات مستدامة تدعم تخفيف الأثر البيئي للطيران.
وقال جون كيلي، رئيس شركة رولز رويس في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، أنه مع تنامي طلب المسافرين على خدمات الطيران المستدامة، يمكن إزالة الكربون من عمليات القطاع باستخدام الوقود النظيف والتقنيات الناشئة الحديثة التي قد تؤدي إلى خفض الإنبعاثات بنسبة 50%.