وسط المستنقع السياسي الذي تغرق فيه إسرائيل، يتساءل مؤيدو السلام عن طبيعة العلاقات التي سيتعين علينا التعايش معها. فالكراهية الشديدة للفلسطينيين، والتراجع المقلق لأي جهود للسلام بينهما، والمساعي الحازمة لتفكيك النظام القضائي الإسرائيلي تجعل من علاقات إسرائيل في خطر، وليس ذلك مقتصرا على علاقاتها مع شرائح كبيرة من مجتمعها فقط، بل يشمل أيضا علاقاتها مع حلفائها الإقليميين وواشنطن.
الإعلامي اللبناني نديم قطيش كتب مقالا في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” حول سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وتأثير ذلك على اتفاقيات السلام بين بعض الدول العربية وتل أبيب. وأشار قطيش إلى تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في باريس، الذي قال إنه “لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني” وهو يقف أمام خريطة تضم جزءا من الأردن، مشيرا إلى أن هذا التصريح يثير جدلا واسعا ويؤثر على نظرة العرب لما يحدث.
وعلاوة على ذلك -والكلام لقطيش- اختار البرلمان الإسرائيلي إلغاء جزء من قانون عام 2005 يقضي بتفكيك 4 مستوطنات إسرائيلية في شمال الضفة الغربية، كما يلغي قانونا يمنع بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية.
ورأى أن الأزمة الحالية تكشف طبيعة الخلاف بين دول محور السلام العربي وإسرائيل، حيث تعري التناقض الصارخ والمتأصل في شخصية الدولة الإسرائيلية بين مواقفها الرجعية وتطرفها الديني وبين ما حققته من إنجازات في مجال التكنولوجيا والعلوم والصناعات العسكرية والاكتشافات الطبية.
وقال قطيش “بصفتي مدافعا عربيا عن السلام قادتني التطورات الأخيرة للتفكير بأن معارضي السلام في إسرائيل يبدون أكثر تشددا وعنادا من نظرائهم العرب”.
وأضاف أن إسرائيل المتدينة ممثلة في الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتغاضى عن حقيقة كون دول محور السلام العربية تكافح بجد التعصب والتطرف في مجتمعاتها، الأمر الذي يستدعي طرح سؤالين مهمين هما: كيف يمكن لهذه الدول العربية التصالح والتعايش مع التطرف الإسرائيلي؟ وبما أن دول محور السلام جادة في عزل المتطرفين داخل مجتمعاتها فكيف يمكنها قبول وجود المتطرفين في المجتمع الإسرائيلي، خاصة عندما يكونون في مناصب عليا بالسلطة؟
وتساءل قطيش في ختام مقاله: لماذا تقابل كل الخطوات النظرية والعملية التي يتخذها العرب لتعزيز السلام مع إسرائيل بموجة متصاعدة من الفصائل الإسرائيلية التي تظهر مزيدا من التشدد والتعصب والتطرف؟