استخدمت حركة طالبان، اليوم السبت، خراطيم المياه وأغصان الأشجار لفض تظاهرة نسائية نظمت احتجاجا على حظر تعليم الفتيات في الجامعات الذي فرضته السلطات قبل أيام.
وأظهرت مقاطع فيديو استخدام المياه لتفريق الفتيات والسيدات، فيما النساء تصرخن وتختبئن في شارع جانبي هربا من خراطيم المياه لتسقط إحداهن على الأرض ثم يستأنفن احتجاجهن بالهتاف “العار!”.
وبحسب شهود عيان في مدينة هرات الواقعة غرب البلاد، توجهت نحو عشرين امرأة، يوم السبت، إلى منزل حاكم الولاية للاحتجاج على الحظر، وهتفن “التعليم حقنا”، وأوقفتهن قوات الأمن باستخدام خراطيم المياه.
في ذات السياق، قالت مريم – إحدى منظمي الاحتجاج – إن ما بين 100 و150 امرأة شاركن في التظاهرة، وانتقلن في مجموعات صغيرة من أجزاء مختلفة من المدينة نحو نقطة التقاء مركزية. ولم تذكر مريم اسمها الأخير مخافة البطش، بحسب “أسوشييتد برس”.
كما قالت “كان هناك عناصر أمن في كل شارع، وفي كل ميدان، وعربات مدرعة ورجال مسلحون. عندما بدأنا احتجاجنا، في حديقة طارق، أخذ عناصر طالبان أغصانا من الأشجار وضربونا. لكننا واصلنا احتجاجنا. وزادوا من وجودهم الأمني. وفي حوالي الساعة 11 صباحا أخرجوا خراطيم المياه”.
يأتي ذلك، في حين يواصل قرار الحكومة التي تقودها طالبان إثارة الغضب والمعارضة في أفغانستان وخارجها.
ويوم الثلاثاء الماضي، حظرت حركة طالبان التعليم الجامعي للفتيات في أفغانستان حتى إشعار آخر، مما يعني أن الفتيات والنساء لا يمكنهن تلقي التعليم سوى فى المرحلة الابتدائية.
فيما منع حراس مسلحون الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول) مئات الشابات من دخول حرم جامعات أفغانية غداة إعلان حكومة طالبان حظر التعليم الجامعي للفتيات.
وقوبل هذا القرار بسخط دولي، حيث نددت معظم دول العالم بالقمع الذي تتعرض على المرأة الأفغانية على يد طالبان.
من جهته، أبدى الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، “قلقه العميق” إزاء قرار طالبان داعياً الحركة إلى “ضمان المساواة في الحصول على التعليم على كلّ المستويات”.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أعلن عن استياء الولايات المتحدة الشديد من إعلان حركة طالبان حرمان الفتيات من الحق في التعليم الجامعي في أفغانستان.
و قال يوم الخميس، إن حركة طالبان ستدفع ثمنا غاليا إذا لم تتراجع عن قرار منع تعليم الفتيات.
يأتي الحظر المفروض على التعليم العالي للفتيات والنساء بعد أقلّ من ثلاثة أشهر من خضوع الآلاف منهنّ لامتحانات دخول إلى الجامعات في سائر أنحاء البلاد.
وقد زادت حركة طالبان التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن تدريجيا من الحياة العامة وأقصين من المدارس الثانوية.
وسيطرت حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس الماضي، تزامنا مع انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) من البلاد.