تشكل ظاهرة هجرة الكفاءات التونسية من الشباب الحاصلين على شهادات علمية عالية ومن الأساتذة الجامعيين نزيفا حقيقيا للثروة البشرية في تونس، إذ شبهها مختصون بالنزيف الذي سيهدم أسس الدولة إن لم يتم معالجة أسبابها والتصدي لها.
وأشارت دراسات أجريت مؤخرا إلى توقعات بمزيد من ارتفاع هجرة الكفاءات أو الأدمغة وخاصة باختصاصات الهندسة الرقمية والطب ، الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع الخدمات الحكومية باعتبار أن معظم القطاعات تشكو من نقص بكوادها مثل القطاع الطبي.
وعزا مختصون وخريجو جامعات الأسباب التي تدفع الكفاءات لمغادرة تونس إلى عوامل عديدة كضعف مستوى الأجور، وانتشار البطالة ، بالإضافة إلى نقص مجالات التكوين والبحوث والظروف المهنية التي أصبحت لا تتلاءم مع مؤهلاتهم وطموحاتهم، تلك العوامل ساهمت جميعها بأن تشكل الهجرة النظامية للأطباء والمهندسين والتقنيين والأساتذة الجامعيين حلما يراود الكثير منهم .