دفع الهجوم الإرهابي الأخير الذي حاولت كييف تنفيذه على الأسطول الروسي والسفن المدنية في البحر الأسود، موسكو إلى إعلان تعليق مشاركتها في صفقة نقل الحبوب الأوكرانية، إلى أجل غير مسمى ، بحسب وصفها.
وبعد تصدي الأسطول الروسي أمس السبت إلى هجوم إرهابي حاولت سلطات كييف تنفيذه بطائرات مسيرة قررت وزارة الدفاع الروسية تعليق مشاركتها في صفقة الحبوب عبر البحر الأسود.
وقالت الوزارة في بيان إن الجانب الروسي قرر تعليق مشاركته في تنفيذ اتفاقيات تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، وذلك بسبب قيام نظام كييف، بمشاركة خبراء بريطانيين، في يوم السبت بعمل إرهابي ضد سفن أسطول البحر الأسود وسفن مدنية تشارك في ضمان أمن ممر الحبوب.
واتهمت روسيا بريطانيا بالمشاركة في هذا الهجوم، وقالت الخارجية الروسية إن متخصصين بريطانيين شاركوا بشكل مباشر في تنفيذه.
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن تعليق روسيا لمشاركتها في صفقة نقل الحبوب الأوكرانية اعتبارا من اليوم لأجل غير مسمى سببه عدم ضمان سلامة السفن.
بدوره أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن الممر الإنساني الآمن المخصص لتصدير المواد الغذائية من أوكرانيا، تم استخدامه للتمويه وتنفيذ الهجوم على سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم الروسية المطلة على البحر الأسود.
كما طالب النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، بعقد جلسة لمجلس الأمن في 31 أكتوبر، على خلفية هذا الهجوم الذي كان يستهدف السفن المشاركة في تأمين “الصفقة الغذائية”.
وفي نفس السياق أعلن السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، أن موسكو علقت مشاركتها في صفقة الغذاء بسبب الأعمال الطائشة للسلطات الأوكرانية.
وجاء في بيان صدر عنه، أمس السبت: “رد فعل واشنطن على الهجوم الإرهابي على ميناء سيفاستوبول شائن حقا. لم نر أي إدانة للأفعال الطائشة لنظام كييف… مرة أخرى حولوا كل شيء إلى اتهامات كاذبة لبلدنا في تفاقم مشكلة الغذاء العالمية”.
وفي وقت سابق أعلن وزير الزراعة الروسي، دميتري باتروشيف، أن بلاده مستعدة لتزويد الدول الفقيرة بما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب مجانا خلال الأشهر الأربعة المقبلة.
كما انتقدت موسكو تصرفات الدول الغربية، وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الولايات المتحدة وأوروبا تعاقب دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بمنع وصول المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وجاء في بيان وزارة الخارجية يوم الجمعة الماضي، حول الوضع بخصوص تنفيذ اتفاقيات اسطنبول، إنه “خلافا لأوكرانيا، تعد روسيا أحد المصدرين الرئيسيين للأسمدة في العالم، والتي بدونها تتعرض لخطر المجاعة ليس الدول المستهلكة للغذاء فحسب، بل والدول المنتجة أيضا، ومع ذلك، لا تزال الشركات الروسية لا تستطيع ليس فقط القيام بتزويد السوق العالمية بالأسمدة، ولكن أيضا بنقل حوالي 300 ألف طن من الأسمدة إلى البلدان الفقيرة مجانا”.