الرئيس الصيني: لن نلتزم قط بالتخلي عن استخدام القوة تجاه تايوان

0 134

حذّر الرئيس الصيني شي جينبينغ الأحد من أن بلاده “لن تلتزم قط بالتخلي عن استخدام القوة” عندما يتعلق الأمر بتايوان، وذلك في خطاب ألقاه لدى افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي في بكين.

وقال شي لممثلي الحزب الشيوعي في قاعة الشعب الكبرى في بكين إن “حل مسألة تايوان شأن صيني ويجب حلها من قبل الشعب الصيني وحده. سنلتزم بالسعي إلى احتمال إعادة التوحيد بشكل سلمي بأكبر قدر من المصداقية والجهد، لكننا لن نلتزم بالتخلي عن استخدام القوة ونحتفظ بحق اتّخاذ الإجراءات اللازمة”.

وتعد الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وديمقراطي جزءا من أراضيها التي يتعيّن عليها إعادتها يوما ما وإن كان بالقوة العسكرية.

وقال شي “تمضي عجلات إعادة التوحيد والإحياء الوطني التاريخية إلى الأمام”، مضيفا أن “إعادة التوحيد مع الوطن الأم يجب أن تتحقق وستتحقق”.

ندد شي أيضا بـ”النزعة الانفصالية والتدخل” في قضية الجزيرة.

كما أشاد بانتقال هونغ كونغ من “الفوضى إلى الحكم”، بعد فرض قانون الأمن القومي عام 2020 الذي سحق المعارضة في المدينة التي كانت تتمتع بالديمقراطية في الماضي.

وقال إن “الوضع في هونغ كونغ حقق تحولا كبيرا من الفوضى إلى الحكم”.

– إشادة بسياسات الحزب –

وأشاد شي جينبينغ الأحد بسياسات الحزب الشيوعي، من تلك القائمة على “صفر إصابات كورونا” وصولا إلى حملته الأمنية ضد الفساد، وذلك لدى انطلاق أعمال مؤتمر الحزب المنعقد كل خمس سنوات والذي يتوقع بأن يصادق آلاف المشاركين فيه على تمديد حكمه لولاية تاريخية ثالثة.

وصعد شي على المسرح وسط تصفيق حار من حوالي 2300 ممثل عن الحزب الشيوعي تجمّعوا في قاعة الشعب الكبرى في بكين من أجل المناسبة.

وفي خطابه الافتتاحي الذي دام قرابة 100 دقيقة، أشاد الرئيس ودافع عن مجموعة واسعة من السياسات التي اتُّبعت في عهده، مشيرا إلى أن المؤتمر ينعقد في “لحظة مفصلية” بالنسبة للبلاد.

واعتبر شي أن الجهود المتواصلة للقضاء على كوفيد والمتمثلة بفرض قيود مشددة على حياة السكان تعد إنجازا مهما، علما بأن هذه السياسات سددت ضربة للاقتصاد.

وقال إن هذا النهج وفّر “أعلى درجات الحماية لسلامة وصحة الناس”.

كما لفت إلى ما اعتبره نجاح حملته لمكافحة الفساد التي سجن الآلاف على اثرها ويرى مراقبون بأنها استخدمت لسحق المعارضة.

لكن شي شدد على أن حملة مكافحة الفساد قضت على “مخاطر جدية كامنة” ضمن الحزب الشيوعي والجيش والدولة.

وقال إن “مكافحة الفساد حققت انتصارا ساحقا وتم تعزيزها بصورة شاملة”.

ركّز شي أيضا على أكثر قضايا الأمن والسيادة حساسية بالنسبة للصين إذ أشار في مستهل خطابه إلى هونغ كونغ، حيث تم سحق الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية، وتايوان.

ورحّب بانتقال هونغ كونغ من “الفوضى إلى الحكم”، بينما تعهّد بأن بكين “لن تلتزم قط بالتخلي عن استخدام القوة” عندما يتعلق الأمر بتايوان، في تصريحات قوبلت بتصفيق حار من الحضور.

وفي الخطاب الذي ركّز بمعظمه على القضايا الداخلية، قال شي إن الصين “ستشارك بشكل فاعل في الحكومة العالمية في ما يتعلق بتغير المناخ”.

وشدد في الوقت ذاته على أن بلاده تعارض “عقلية الحرب الباردة” في الدبلوماسية الدولية، من دون أن يأتي على ذكر العلاقات مع واشنطن.

وقال إن “الصين.. تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية كما تعارض ازدواجية المعايير”.

ولم يتطرق شي في خطابه إلى حرب أوكرانيا.

– تقارير عن تظاهرة في بكين –

وإذا سارت جميع الأمور حسب الخطة لصالح شي، فستتم المصادقة على الرئيس البالغ 69 عاما كأمين عام للحزب بعد انتهاء الاجتماعات التي تستمر مدة أسبوع، ما يرسّخ موقعه كأقوى حاكم للصين منذ ماو تسي تونغ.

وفي حال تم اختياره زعيما للحزب لخمس سنوات أخرى، كما هو متوقع، فسيتم بلا شك انتخاب شي رئيسا خلال الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني المقرر في آذار/مارس.

ويرجّح بأن يتم الكشف عن اختيار شي وغيره من أبرز شخصيات الحزب في 23 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد يوم من اختتام أعمال المؤتمر.

كما سيختار المشاركون في الاجتماعات المنظّمة بعناية والتي تنعقد بمعظمها بشكل مغلق أعضاء اللجنة المركزية للحزب المكوّنة من 200 شخص تقريبا، والتي تختار بدورها أعضاء المكتب السياسي الـ25 ولجنته الدائمة التي تعد أعلى هيئة قيادية في البلاد.

وانتشرت الشرطة بشكل كثيف في محيط بكين صباح الأحد استعدادا للمؤتمر.

ونقل أسطول من الحافلات الصحافيين وغيرهم من الحضور إلى ساحة تيان أنمين التي بدت خالية تقريبا وإلى قاعة الشعب الكبرى.

وخضع المشاركون لسلسلة عمليات تفتيش قبل دخول القاعة حيث عُلّق شعار الحزب الشيوعي فوق المسرح حيث يجلس كبار القادة.

وكُتب على لافتات حمراء عُلّقت في القاعة “عاش الحزب الشيوعي المجيد والعظيم والصائب”.

وقبيل انطلاق أعمال المؤتمر، حذفت هيئات الرقابة الصينية على الإنترنت جميع الإشارات إلى تقارير تحدّثت عن تظاهرة نادرة من نوعها خرجت في بكين ورفعت خلالها لافتات منددة بشي وسياسات البلاد في مكافحة كوفيد.

وأظهرت تسجيلات مصورة وصور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس متظاهرا يعلّق على جانب جسر لافتتين تحملان شعارات تنتقد سياسات الحزب الشيوعي.

You might also like