في وقت تعاني فيه تونس من شح مائي وتناقص في مواردها المائية التي تستغل حوالي 80% منها في مجال الفلاحة حسب المختصين والسلطات الرسمية، فإن النظام الفلاحي في مدينة غار الملح الساحلية بولاية بنزرت شمالي العاصمة تونس،يعد ثروة وطنية ذو خصوصية فريدة من نوعها في العالم ، نظرا لكونه نظام تقليدي توارثته الأجيال منذ الأندلسيين الذين أسسوا المدينة، ويعتمد النظام الزراعي في غار الملح على الفلاحة البعلية وعلى مياه الأمطار المخزنة في التربة ، وهو ما يعرف “بنظام الري السلبي” ،إذ تتغذى جذور النباتات من جذور مياه الأمطار المخزنة داخل الرمال ، وبفعل حركة المد ، تدخل مياه البحر المالحة إلى البحيرة المتصلة بالبحر، وتدفع المياه العذبة المخزنة من مياه الأمطار مما يؤدى إلى ارتفاعها والوصول إلى جذور مختلف أنواع النباتات لتغذيتها .