يشتهر التراث الفلسطيني بالكثير من الأدوات والحرف التي يحاول أصحابها الحفاظ عليها، كونها تشكل جزءا من الهوية الفلسطينية، وفي تاريخ الأفراح والأعراس والمناسبات الفلسطينية المختلفة، يكون اليرغول حاضرا بصورة دائمة، إذ لا تكاد تخلو مناسبة من العزف عليه. واليرغول آلة مصنوعة من مادة البوص أو القصب، بعد تجفيفه وإحداث ثقوب متناسبة فيه مع السلم الموسيقي. وحرصا منه على المحافظة على هذا المظهر التراثي، عمل الشاب محمد من قطاع غزة على إحياء صناعة اليرغول، إذ يقوم بجمع العيدان المناسبة لصنع آلاته في فصل الصيف ويأخذها إلى بيته حيث يجري عليها التعديلات المطلوبة للوصول إلى آلة يمكن استخدامها للعزف في أرقى الحفلات. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة وقلة فرص العمل، يعتمد محمد على موهبته لتحقيق دخل معقول يكفيه ما أمكن، فيقوم بتسويق منتجاته من آلة اليرغول بطريقة مباشرة إذ يذهب إلى شاطئ بحر غزة حيث يعزف ليجتذب إليه الزبائن الذي يتنزهون.فيشترون منه رغبة بإحياء هذا التراث والعودة إلى الجذور.