يعد فن الفسيفساء من أقدم الحرف العالمية، إذ لا تكاد تخلو حضارة من وجود لوحات تخلّد أهم الأحداث التي واكبتها. وأبدع القرطاجيون والرومانيون خلال فترة وجودهم في تونس بهذا الفن، وتركوا إرثا حضاريا تشهد عليه متاحفها التي تضمّ أكبر مجموعة فسيفساء في العالم. وكانت الفسيفساء التي تزين جدران واجهات البيوت القديمة علامة تشير إلى المستوى الاجتماعي لأصحاب تلك البيوت. وتتطلب حرفة وفن الفسيفساء الكثير من الصبر والوقت. وفي إصرار على المحافظة على هذا التراث، وتوارثه جيلا بعد آخر، حرص بعض التونسيين على تعلم هذا الفن وتعليمه لأولادهم وأحفادهم، وفي سبيل ضمان ديمومته لجأ أولئك الحرفيون إلى تطوير هذا الفن، وتطويعه ومواءمته مع روح العصر، كي يحافظ على مكانته اليوم.