أنهى مهدي رمضان من سكان مدينة بيت لاهيا، دراسته الجامعية، في اختصاص اللغة العربية، وأكمل تعليمه في إحدى جامعات القطاع، حتى حصل على شهادة الماجستير، قبل نحو ستّة أعوام. وأمل رمضان بأن يحصل فور تخرجه على فرصة عمل تليق بتحصيله العلمي، خاصة أنه يمتلك من الخبرة الكثير، إذ أنجز خلال الفترة الجامعية الكثير من الأبحاث، والتحق بعدد من الدورات التدريبية، وحصل على كثير من شهادات الخبرة، بدرجات امتياز؛ غير أن ذلك كله لم يشفع له، إذ لم يجد فرصة مناسبة في ظل تفشي ظاهرة البطالة في القطاع والتي وصلت نسبتها إلى خمسة وسبعين في المئة. حاله حال معظم شباب القطاع. لكن الضغوط الاقتصادية المتزايدة على مهدي دفعته إلى العمل في مساعدة والده بمهنته وهي في حفر القبور، والتي باتت تشكل له مصدر دخل يقيه وعائلته شر العوز، على أمل أن يأتي يوم ويجد فرصة ملائمة له في مجال اختصاصه الذي ظل سنوات طويلة يكافح لدراسته وتحصيل شهادته.