بطحاء الحلفاوين معلم تراثي ورمز يختزل تاريخ تونس العتيقة

0 47

في وسط المدينة العتيقة بتونس العاصمة، يتربع حي الحلفاوين أو كما يسمى بـ”الربض الأخضر”، وكان فيما سبق روضة من رياض بني حفص، الذين انقرض حكمهم في القرن السادس عشر، وهو بطحاء موغلة في القدم، تتوسطها ساحة تلتقي فيها عدة طرق من المدينة. ويشكل بسوقه الشهيرة وجامعه ومقاهيه، لوحة فنية متجانسة. وكان الحي فيما مضى قبلة للمثقفين، خاصة أنه يزخر بمقاهيه الشعبية القديمة، التي جرى توثيقها في دفتر إحصاء المقاهي لعام ألف وثمانمئة وثلاثة وأربعين، والمحفوظ في الأرشيف الوطني التونسي، ومنها مقهى ميلاد ومقهى التوتة ومقهى الكرمة ومقهى العنق ومقهى سيدي عمارة الذي ما زال قائما حتى الآن. وكانت تعقد في هذه المقاهي حلقات “الفداوي” وهو ما يعرف في الشرق بـ(الحكواتي)، خاصة في ليالي رمضان التي كان الحي يتزين فيها بأبهى حلة. ويحتضن الحي العديد من المعالم الأثرية التي شكلت هوية تاريخية له، وما زال بعضها قائما مثل قصر يوسف صاحب الطابع، وقصر مصطفى خزندار. وشهد الحي عدة تغيرات على بنيانه العمراني منذ نشأته، ففي عام ألف وثمانمئة واثنين وسبعين قرر مجلس بلدية الحاضرة أن يقوم بإصلاحات معمارية، وقام بهدم بعض البيوت، بهدف تهوية بعض الأماكن التي كانت مزدحمة بالمساكن. وتحول الحي في الآونة الأخيرة إلى سوق شعبية، لكنه ما يزال يعتبر معلما تاريخيا في المدينة العتيقة.

 

 

You might also like