أكثر من خمسين عاما قضاها حمزة العنابي في حرفة التخشيش والنقش على الخشب وتزويقه، لتخرج من بين يديه قطع أثاث تعتبر تحفا فنية بألوانها الجميلة، ونقشها المميز، وتصميمها الفريد، وتتنوع بين الطابع الأندلسي العربي وألوانه، وزينته الثابتة، إلى طابع لويس الخامس عشر والروح الأوروبية. لقد تمسك حمزة طيلة عقود مضت بعمله اليدوي وحرفته المتقنة التي عمل فيها منذ كان طفلا لم تتح له فرصة إكمال تعليمه، وانشق برغبته عن أخوته الذين تعلموا النقش على النحاس من أبيه، أما هو فاختار التخشيش لأنه أحب هذه الحرفة، خاصة أنه يتمتع بموهبة الرسم التي تعتبر شرطا أساسيا للتعلم، معطيا لكل قطعة يصنعها جزءا من روحه بحسب تعبيره، كونه أحب المهنة، وتآلف معها حتى باتت جزءا لا يتجزأ من شخصيته.