صنفت الأمم المتحدة المأساة الإنسانية في اليمن والتي تدخل عامها الثامن، أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وتشكل الألغام الأرضية أحد أوجه هذه المأساة، ويشير مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن إلى أنه تمكن خلال العام 2021 من نزع 714 96 لغما وعبوة ناسفة، من عدة محافظات محررة، وفي شهر يناير 2022 تمكنت فرق مسام من نزع 3215 لغما وعبوة ناسفة معظمها في المناطق المحررة حديثا في شبوة ومأرب والحديدة”، منوها بوجود أشكال وأنواع مختلفة من الألغام بعضها بتقنيات متطورة وأكثر خطورة .
وفي عزلة بني فايد بمديرية ميدي الساحلة التابعة لمحافظة حجة، شمال غرب اليمن، يعيش الطفل رائد جربحي مع أسرته المكونة من 7 أفراد، وهو واحد من آلاف ضحايا الألغام الأرضية في اليمن.وقد أدى انفجار لغم به أثناء عودته من رعي الأغنام إلى بتر رجله اليمنى وإحداث أضرار في يده اليمنى واليسرى. ويحذر رائد جميع من يعملون في رعي الأغنام أو الزراعة من خطر هذا العمل في ظل انتشار الألغام. في حين يناشد شقيقه علي الجهات المختصة بتوفير طرف صناعيلرائد ليتمكن من العودة مدرسته وحياته الطبيعة، خاصة أن الوضع الاقتصادي المتردي لعائلته لا يسمح لها بتوفيره. وتشير السلطات المحلية في محافظة حجة إلى أن عدد ضحايا الألغام في مديرياتها بلغ أكثر من( 50 ) ضحية، منهم نحو ( 20) ضحية في مديرية ميدي الساحلة وأغلبهم من الأطفال”، فيما شملت الخسائر المادية نفوق نحو( 27) من الإبل و أكثر من (44) رأسا من الأغنام بالإضافة إلى خسائر القطاع الزراعي بسبب عجز المزارعين عن الوصول لأرضيهم المليئة بالألغام.