دفع الجفاف الذي أصاب ريف المالكية أقصى شمال وشرق سوريا، مربي الجواميس للنزوح عن أماكنهم بحثا عن الكلأ والماء لمواشيهم، فأم حسين خرجت مع عائلتها المكونة من 11 شخصا برفقة أكثر من 20 جاموسا، واستقروا في ريف الرقة على بعد مئات الكيلومترات، بعد أن جفت المراعي والمياه وأصاب الجفاف المنطقة. وتعمل ابنة أم حسين على تجميع روث الجواميس والأبقار من البرية لتصنع منه كتلا صغيرة، وترتبها بمساعدة باقي أفراد العائلة حول مكان الطبخ، كي تجف وتصبح جاهزة للاستعمال كوقود بدل من المازوت أو الغاز، كما تستخدم في التدفئة في فصل الشتاء. ودفعت الظروف المعيشية الصعبة أبو حسين وابنه للعمل في مهن مختلفة لأن بيع حليب الأبقار والجواميس لا يكفي لتدبر أمورهم، بحسب ما تقوله أم حسين، التي تعيش مع أبنائها في خيمة مهترئة وسط البرية، وسط معاناة شديدة من الفقر وصعوبة الحياة في ظل هذا الوضع خاصة مع غلاء الأسعار.