مشاريع فضائية طموحة وبرامج واعدة لبناء قدرات الكوادر الوطنية وتمكين القطاع الخاص وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، تسعى من خلالها دولة الإمارات إلى تكرار ما حققته خلال الخمسين عاماً الأولى من إنجازات على الأرض، وتسجيل إنجازات مثيلة في الخمسين عاماً المقبلة، ولكن في الفضاء، بعدما تمكنت الدولة في السنوات الماضية من بناء قاعدة صلبة لانطلاق قطاعها الفضائي، الذي يعد الأكبر والأنشط والأكثر تطوراً في المنطقة، إلى آفاق واعدة لا يحدها سقف.
في نقلة نوعية في قطاع الصناعات الفضائية المتطورة، أسست حكومة دبي عام 2006 مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة “إياست” بهدف دعم تأسيس قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة وتعزيز أبحاث الفضاء، وسعت لتحقيق مجموعة من الأهداف تمثلت في التركيز على برامج نقل المعرفة ، وإعداد الفرق الأولى من الخبراء والمهندسين الإماراتيين المتخصصين في العلوم المتقدمة والتكنولوجيا وعلوم الفضاء وإطلاق المشاريع العلمية للدولة، حيث استمرت المؤسسة في عملها حتى أبريل 2015 حيث تم تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء بهدف دمج مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة مع مركز محمد بن راشد للفضاء وبذلك يتولى مسؤولية دعم المشاريع التكنولوجية والبحث العلمي المتقدم في دولة الإمارات.
وحقق المركز العديد من الإنجازات، أهمها إطلاق القمريين الاصطناعيين “دبي سات 1″ و”دبي سات 2” في 2009 و2013 على التوالي. كما نجح المركز بإطلاق “نايف 1″، كأول قمر اصطناعي نانومتري إماراتي إلى الفضاء الخارجي أوائل العام 2017.
وجاء تأسيس وكالة الإمارات للفضاء بهدف تنظيم وتطوير قطاع الفضاء بالدولة، وإعداد وتأهيل الأجيال الإماراتية الشابة التي تتمتع بمهارات علمية ومهنية متميزة، مما يرسخ دعائم الاقتصاد الوطني المستدام والمتنوع والمبتكر.
وجاء إطلاق البرنامج الوطني للفضاء في أبريل 2017 لإعداد رواد فضاء إماراتيين، والوصول بمسبار الأمل إلى كوكب المريخ في عام 2021 عام الخمسين، فوضع خطة لمئة عام.
وتم في عام 2017 إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء، البرنامج المتخصص الأول من نوعه عربياً لتأهيل رواد فضاء إماراتيين، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وهو ما تحقق بانطلاق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في 25 سبتمبر 2019 إلى الفضاء الخارجي.
وفي فبراير 2021 تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة، وكخامس دولة في العالم من الوصول إلى مدار كوكب المريخ عبر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”.
وفي يوليو 2020 أعلن عن إطلاق برنامج “نوابغ الفضاء العرب” الأول من نوعه عربياً، والذي يهدف لتدريب وتأهيل نخبة من المواهب والعقول العربية الفذة في علوم الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة .
وفي 5 أكتوبر 2021 أطلق مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، الرابع عالميا ليرسم آفاقاً جديدة لصناعة الفضاء في دولة الإمارات.
وفي ظل هذه المشاريع الفضائية العملاقة تسعى دولة الإمارات إلى إحداث نقلة نوعية في القطاع بحيث يصبح أحد الروافد المهمة للاقتصاد الوطني، إذ تستند في خططها الاستراتيجية نحو زيادة مساهمة قطاع الفضاء في النمو المستدام للاقتصاد الوطني إلى قاعدة صلبة، مع وجود أكثر من 17 أقمار اصطناعية مدارية، و7 مركبات فضائية جديدة قيد التطوير، وأكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية داخل الدولة، ويقدر عدد العاملين في قطاع الفضاء الإماراتي بأكثر من 3100 شخص.
وتستهدف «الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء 2030»، تعزيز مساهمة القطاع الفضائي في الاقتصاد الوطني، ودعم الاقتصاد القائم على المعرفة، والعمل على تحقيق أهداف رئيسية من بينها، «تشكيل شراكات واستثمارات محلية وعالمية فاعلة في صناعة الفضاء»، و«تعزيز القدرات المحلية المتقدمة في البحث والتطوير والتصنيع لتكنولوجيا الفضاء».