الإمارات تواجه كورونا بالشراكات الاستراتيجية من أجل الإنسانية

0 80

دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها تؤمن بأهمية تعزيز العمل الدولي الجماعي من أجل محاربة جائحة كورونا، والمضي قدماً نحو السيطرة على تداعياتها، ومعالجة آثارها من أجل تحقيق أمن واستقرار المجتمعات، وضمان مستقبل أفضل للشعوب.
وتحرص الدولة على تعزيز الشراكات الدولية، والأطر المؤسسية العالمية الهادفة لترسيخ التعاون ومبادئ الحوار، والشراكة المرتكزة على النهوض بالإنسان، قولاً وفعلاً، ومنذ بدء تفشي جائحة كورونا عالمياً، أكدت الإمارات أهمية توحيد الجهود والعمل المشترك من أجل التصدي لهذا الوباء وتداعياته التي ألقت بظلالها على جميع دول العالم دون استثناء.
وكانت الإمارات من الدول السباقة في الانضمام إلى الائتلافات والشراكات العالمية من أجل مواجهة أزمة كورونا والتصدي لها، وبذلت جهوداً دؤوبة لمد يد العون لمنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى المعنية، وإلى الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز قدراتها على التصدي للجائحة، وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى مستحقيها رغم ما شهدته كبرى المطارات الدولية من إغلاقات وتشديد لإجراءات السفر والتنقل فيما بينها.
علوم الحياة وتصنيع اللقاحات
ويأتي ضمن الجهود الإماراتية الدولية للقضاء على وباء كورونا، مشروع “علوم الحياة وتصنيع اللقاحات في الإمارات” بين مجموعة “جي 42” الإماراتية ومجموعة سينوفارم الصينية، الذي تم بموجبة الإعلان عن تدشين أول خط تصنيع وإنتاج اللقاح ضد كورونا في الدولة بين المجموعتين.
وجاء هذا المشروع تنفيذاً للتوافقات المهمة التي تم التوصل إليها بين الرئيس الصيني شي جينبينغ وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجزءاً من التعاون الشامل والمتعمق في مجالات شتى في المعركة ضد الجائحة القائم بين الجانبين، من تبادل الخبرات، وشراء المستلزمات الطبية، واحتواء الفيروس، والبحث والتطوير المشترك للقاحات.
وبهذا المشروع الإنساني المهم، تدشن دولة الإمارات والصين فصلاً جديداً في تاريخ علاقتهما التاريخية والاستثنائية عنوانه “شراكة استراتيجية من أجل الإنسانية”، وهو ما أكده وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال حفل الإعلان عن المشروع بقوله: “نحتفي بما حققته شراكتنا الاستراتيجية الشاملة والخاصة من إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة، ونواصل العمل الذي بدأناه معاً منذ بداية جائحة كورونا، والذي شكل نموذجاً رائداً للتعاون المشترك بين الدول الصديقة في مواجهة التحديات، وهذا المشروع المهم لا تقتصر وحسب على البلدين وإنما تشمل العالم أجمع”.
مركز أبحاث وتطوير
كما أعلن خلال الحفل عن إطلاق مركز للأبحاث والتطوير، متخصص في علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية وإنتاج اللقاحات، ليكون الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي، حيث سيتم تشييده في مدينة خليفة الصناعية، المركز التجاري واللوجستي والصناعي المتكامل في أبوظبي، وسيتم إنتاج لقاح “حياة – فاكس” في مصنع الخليج للصناعات الدوائية “جلفار” بطاقة أولية تبلغ مليوني جرعة شهرياً.
وأكدت الإمارات في العديد من المحافل الدولية، على أهمية التنسيق العالمي والتعاون متعدد الأطراف، ودعم الجهود الرامية إلى ضمان الحصول على اللقاحات والعلاجات لفيروس كورونا بشكل عادل وبتكاليف ميسرة، وهو ما يهدف مشروع “حياة – فاكس” الذي سيعمل على تسريع الإنتاج المشترك للقاحات، بما يقدم مساهمات أكبر لجعل اللقاحات متاحة وميسورة التكلفة للعالم، لإيمانها بحق كل شخص في الحصول على اللقاح دون تمييز.
ائتلاف الأمل
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2020، أطلقت العاصمة الإماراتية أبوظبي “ائتلاف الأمل” الذي يضم جهات رائدة محلياً وعالمياً، ويقدم حلولاً متكاملة لسلسلة التوريد لتلبية متطلبات عملية نقل اللقاح وتخطيط الطلب والتوريد والتدريب، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية الرقمية للمساهمة بشكلٍ فاعل في توفير اللقاح في جميع أنحاء العالم.
وحشد “ائتلاف الأمل” خبراته لتوفير الخدمات اللوجستية للتعامل مع أكثر من 6 مليارات جرعة من اللقاحات العالمية التي يتم تطويرها وتصنيعها، وتضم جرعات فردية أو متعددة، وتخزينها في درجات حرارة باردة وفائقة البرودة في عام 2021، مع زيادة العدد ليصل إلى أكثر من 3 اضعاف العدد الحالي مع نهاية عام 2022 المقبل.
مبادرة ملياري جرعة
وفي يناير (كانون الثاني) 2021، أعلنت إمارة دبي عن خطط لمساعدة الأمم المتحدة على توزيع ملياري جرعة لقاح ضد فيروس كورونا على البلدان الأشد فقراً في العالم خلال العام الجاري، ووضع شبكاتها للنقل الجوي والبحري تحت تصرف هذه العملية الضخمة من أجل أن تصبح مركز توزيع رئيسي للقاحات.
أول مركز شحن
كما أعلنت الإمارات في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، إنشاء أول مركز في العالم لشحن اللقاح المضاد لكورونا، هو مركز لقاحات الإمارات للشحن الجوي في مطار آل مكتوم الدولي، ليكون أكبر مرفق جوي في العالم مخصص للقاحات ضد”كوفيد-19″، ويتيح نقل اللقاحات من مواقع التصنيع المختلفة وتخزين الشحنات، وإعدادها للتوزيع الإقليمي والعالمي.
مبادرة “كوفاكس”
ويذكر أن الإمارات عضو في مجموعة أصدقاء “كوفاكس” ذات الرئاسة المشتركة من سنغافورة وسويسرا، وتتألف من الاتحاد الأوروبي والدول التالية: الإمارات، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وأستراليا، وكندا، وآيسلندا، واليابان، ونيوزيلاندا، والنرويج، و كوريا، وسنغافورة، وسويسرا، والمملكة المتحدة.
ودعمت مبادرة “كوفاكس” الهادفة لتسريع الوصول إلى أدوات مكافحة “كوفيد-19″، التي تقودها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، لتطوير مجموعة من الأدوات لمحاربة فيروس كورونا، وفي فبراير (شباط) 2021، وصلت أول رحلة تشغلها “الإمارات للشحن الجوي” ضمن “مبادرة النقل الجوي الإنسانية” بالتعاون مع “اليونيسف” إلى مطار كوتوكا الدولي في غانا، لتصبح بذلك الدولة الأفريقية، أول دولة في العالم تتلقى اللقاح ضد ضمن مباردة “كوفاكس”.
وتدعم الإمارات تحالف “غافي” للقاحات الذي أعلن في سبتمبر (أيلول) 2020، تخصيص مائة مليون جرعة إضافية للبلدان الفقيرة من اللقاحات المستقبلية ضد “كوفيد-19”.
وأكدت الإمارات مواصلتها دعم “غافي”، وتحالف اللقاح وتحالف ابتكارات التأهب للوباء ،”CEPI” ومنظمة الصحة العالمية لتشغيل عمليات مرفق “كوفاكس”، مشددة على أن وضع نهاية لجائحة فيروس “كوفيد-19” يتطلب جهوداً جماعية جريئة، داعية باقي الدول للانضمام إلى هذه الجهود الجماعية العالمية لدعم تعددية اللقاح، ولضمان توزيع عادل ومنصف ومن غير عوائق للقاحات حول العالم.
التزام راسخ
وتقف دولة الإمارات في الخطوط الأمامية لمواجهة انتشار الأوبئة على المستوى العالمي، وتعد أحد أبرز الداعمين للجهود الدولية الرامية لمكافحة العديد من الأمراض الوبائية التي تشكل تهديداً حقيقياً لسلامة البشرية، ولعبت المبادرات الإنسانية والمساهمات المالية التي قدمتها الإمارات خلال السنوات الماضية دوراً محورياً في تعزيز البرامج الصحية والعلاجية وتنفيذ حملات التطعيم، وتوفير اللقاحات ضد العديد من الأمراض الوبائية في العالم مثل الملاريا، والكوليرا، ودودة غينيا، وشلل الأطفال، وغيرها.
وتلتزم دولة الإمارات بدعم الجهود الرامية للقضاء على الأمراض التي تهدد البشرية منذ عام ،1990 وكان من أوائل المساهمين بهذه الجهود مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واليوم تستكمل مسيرة العطاء تحت قيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، من أجل الإنسانية.

You might also like