المعارضة الصومالية المسلحة تسيطر على أحياء في العاصمة مقديشو

0 85

سيطر مقاتلون موالون للمعارضة مدججون بالسلاح على أجزاء من مقديشو الإثنين غداة اشتباكات مع الجيش الصومالي، ما أحيا المخاوف من معارك بين الفصائل المتناحرة التي عصفت بالعاصمة في ما مضى.
وهيمن التوتر صباح الاثنين على مقديشو، حيث أغلق مقاتلون موالون للمعارضة المنافذ إلى بعض الأحياء غداة مواجهات مع الجيش الصومالي على خلفية الأزمة بعد تمديد ولاية الرئيس محمد عبد الله محمد.
وقُيدت الحركة على المحاور الرئيسية للعاصمة، ونصبت حواجز ليلاً على الطرق المؤدية إلى معاقل المعارضة، بينما انتشر مسلحون وعربات بأسلحة رشاشة، حسب الشهود.
وقال أحد السكان ويدعى عبد الله مير لوكالة فرانس برس، إن “القوات الصومالية والمقاتلين الموالين للمعارضة تمركزوا على امتداد بعض الطرق الرئيسية، بعض وسائل النقل العام تسير، لكن في بعض المناطق لا يُسمح لأي شخص بالتنقل”.
تعيش الصومال أزمة سياسية عميقة منذ النصف الثاني من العام الماضي، بعد فشلها في إجراء انتخابات في أواخر 2020 ومطلع 2021 كما هو مخطط بسبب غياب الإجماع السياسي.
وفي 12 أبريل (نيسان)، أقر البرلمان الصومالي قانوناً يمدد ولاية الرئيس الصومالي عامين بعد انقضائها في فبراير (شباط) الماضي، وينص على إجراء انتخابات عامة مباشرة في 2023.
ويوم الأحد، تحولت تظاهرة لأنصار المعارضة للمطالبة برحيل محمد عبد الله محمد، المعروف باسم فارماجو، بحضور مسلحين، إلى تبادل إطلاق النار مع القوات الصومالية في حي سانكا، شمال المدينة.
وفي وقت لاحق، وقع تبادل ثان لإطلاق النار في حي مارينايا المجاور. وسمع دوي إطلاق نار متقطع خلال الليل.
وصباح الاثنين، سيطر مسلحون موالون للمعارضة على هذه الأحياء، التي يقيم فيها قادة المعارضة، بالإضافة إلى حي بيرمودو، حيث كان السكان يغادرون منازلهم.
وقال فادومو علي، أحد سكان الحي في جنوب مقديشو: “بدأ الناس في الفرار من منطقة بيرمودو، حيث تمركز مقاتلون موالون للمعارضة الليلة الماضية، إن الوضع متوتر وقد تحدث مواجهات مسلحة في أي وقت إذا ظل الوضع على ما هو عليه”.
بدوره، أعرب رئيس الوزراء محمد حسين روبلي في مؤتمر صحافي صباح الإثنين عن “حزنه البالغ بسبب المأساة التي أخلت بالأمن في العاصمة”.
وأضاف “أدعو الجميع إلى الحفاظ على الاستقرار ورعاية المجتمع” داعياً القوات المسلحة إلى “احترام التزامها” و “حماية” شعب مقديشو.
وقالت الشرطة الإثنين إن 3، اثنان من رجال الشرطة وأحد أعضاء الميليشيات المعارضة، قتلوا في الاشتباكات.
وقال عبد القادر محمد ورسامي، وهو قائد عسكري موال لرئيس الوزراء السابق حسن علي خير، لوكالة فرانس برس، الإثنين، إنه سيطر على منطقة هول واداج وسط العاصمة.
وأضاف “نريد الآن السيطرة على الرئاسة. لن نتركه بسلام”، في إشارة إلى فارماجو. وتابع “يريد البقاء في السلطة بالقوة، نحن ضد ذلك، وسنواصل القتال حتى يغادر”.
في برمودو، جنوب المدينة، أفاد شهود عيان بأن سكاناً كانوا يغادرون منازلهم.
وطالب سكان الجانبَين بوقف القتال واشتكوا من انقطاع الكهرباء والمياه.
وقال الرئيس السابق حسن شيخ محمود، وهو شخصية معارضة، الأحد إن منزله استُهدف من “قوات موالية” لرئيس الدولة الحالي، لكن هذه المعلومات نفتها الحكومة وشهود.
وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها الإثنين لكن بدا أن الحياة طبيعية في مناطق مقديشو التي لم تتأثر بالعنف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان الإثنين إنه يشعر “بقلق عميق” من الاشتباكات الأخيرة.
وأضاف أنه “يحض جميع الأطراف الصومالية المعنية على استئناف المفاوضات على الفور” للخروج من الأزمة.
وأدان الاتحاد الافريقي الجمعة تمديد ولاية فارماجو في حين دعا مجلس الأمن الدولي في اليوم نفسه الأطراف إلى “نبذ العنف واستئناف الحوار بشكل عاجل ودون شروط مسبقة”.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها، قائلة إنها “مستعدة للنظر في جميع الأدوات المتاحة، بما في ذلك العقوبات والقيود على التأشيرات”، للرد على اضطلراب الوضع في الصومال.

You might also like