يجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه، وفق ما يقول محللون، في موقف انتخابي حرِج خاصة بعد الحديث عن دعم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي للائحة منشقة في الانتخابات المرتقبة في مايو(آيار) المقبل.
وأعلن ناصر القدوة لوكالة فرانس برس الخميس، أنه قدم إلى لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية قائمة يدعمها البرغوثي المسجون في اسرائيل، للاقتراع المقرر في 22 مايو (آيار) المقبل.
ولفت القدوة رئيس قائمة “الحرية” إن فدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي تحتل المرتبة الثانية في هذه القائمة. وأضاف أن “وجود زوجته فدوى في المركز الثاني” هو الدليل على أنه يدعم القائمة.
ولكنّه أوضح أن القائمة ليست قائمة مشتركة لـ “مروان البرغوثي وناصر القدوة”، في محاولة منه على ما يبدو لدحض الشائعات بأن الرجلين يخوضان الانتخابات معاً.
وكان حسين الشيخ، المقرّب من محمود عباس، أدى منتصف فبراير (شباط) زيارة استثنائية للبرغوثي في سجنه الإسرائيلي.
ورأى مراقبون يومها أنّ هدف الزيارة ثني البرغوثي عن الترشح، موضحين أنّه قد يتطلع للترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 31 يوليو(تموز).
ويقضي البرغوثي الذي يطلق عليه أنصاره لقب “مانديلا فلسطين”، 5 أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره المزعوم في العديد من الاعتداءات ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية بين 2000 و2005.
وأظهر استطلاع حديث للرأي أن 22% من الفلسطينيين يرغبون أن يكون الرئيس المقبل للسلطة الفلسطينية، مقابل 14% يؤيدون رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية و8% محمود عباس.
وقال الباحث محمد الدجاني الداودي: “عباس الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، فهو غير شعبي ومعظم الناس يريدون التغيير، خاصة في الرئاسة”.
ويمثّل مروان البرغوثي في مواجهة عباس “رمزاً للحرية” ويبدو أقرب إلى معاناة الفلسطينيين المعرضين للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية أو غزة.
وأضاف “يقولون لأنفسهم إنهم في سجن وهو أيضاً مسجون، ولهذا السبب يكون تعاطفهم معه أكبر من تعاطفهم مع أي شخص آخر”.
ويواجه محمود عباس منافساً آخر قديماً ضمن معسكره، وهو محمد دحلان.
وقدم التيار الإصلاحي في فتح الذي يقوده القيادي السابق الحركة إلى لجنة الانتخابات الأربعاء قائمة “المستقبل”، بعد أسبوعين من قول دحلان إن الرئيس الفلسطيني يريد إسكات الجميع من أجل “البقاء في السلطة”.
وشغل محمد دحلان سابقاً منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية في قطاع غزة الذي يتحدر منه.
بيد أن الانقسامات داخل فتح يمكن أن تكون في صالح فائز غير متوقع هو حركة حماس، وفق محمد الدجاني الداودي.
وأوضح أن “حماس تتنافس بقائمة موحدة ومنظمة تنظيماً جيداً وتستفيد من تمويل أجنبي وبالتالي لديها فرصة أفضل للفوز في هذه الانتخابات”.
وبلغ الانقسام بين حركتي فتح وحماس ذروته في 2007 بعد سيطرة الحركة على غزة، إثر معارك دامية بين الطرفين انتهت بطرد فتح وأجهزة السلطة الفلسطينية من القطاع.
وبعد سنوات من الخصومة، شرع الطرفان في التقارب، واتفقا حديثاً على تشكيل محكمة انتخابية مستقلة تنظر في القضايا المتعلقة بالعملية الانتخابية.
وقال هيو لوفات، من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، أنه ولمنع تفكك فتح، فقد يميل عباس الذي دعا إلى الانتخابات الأولى منذ 15 عاماً، إلى تأجيلها و”التمسك بالسلطة”.
بيد أن خطوة مماثلة “قد تغرق أكثر فتح”، الحزب التاريخي والمكون الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.