ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر مطلعة أن عددا كبار من المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد ناقشوا مسألة تفعيل التعديل الخامس والعشرين الذي يتيح للحكومة برئاسة نائب الرئيس مايك بنس عزل الرئيس وإبعاده عن مهامه.
وقالت الصحيفة إن تلك النقاشات قد جرت بشكل غير رسمي وأن لا يوجد مؤشر على خطة فورية لتنفيذ الأمر، وأن الغاية من تلك النقاش منع ترامب من القيام بأي تصرفات أخرى غير مقبولة على غرار ما حدث من صمته على اقتحام لمبنى الكابيتول والذي أثار أزمة غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة.
وبحسب بعض مستشاريه فإن ترامب بقي لوقت طويل يدافع عن سلوك أنصاره وأعمال الشغب التي قاموا بها، قائلا: “ظل “الغالبية العظمى منهم سلميون. ماذا عن أعمال الشغب التي وقعت هذا الصيف؟ ماذا عن الطرف الآخر؟ لم يهتم أحد عندما قاموا بأعمال شغب. أنصاري مسالمون وليسوا بلطجية”.
ونقلت الصحيفة عن مساعدين لترامب، دون أن يكشفوا عن هويتهم، أنهم شعروا باستياء شديد وغضب جراء الأحداث التي جرت في مبنى الكابيتول.
ووصف أحدهم سلوك ترامب في التعامل الأزمة الأخيرة بكلمات قاسية، إذ أن ترامب رفض لمدة 24 ساعة إدانة تصرفات أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكونغرس، قبل أن يظهر في تسجيل مصور يدين فيه ما حدث ويتوعد بمحاسبة المعتدين.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحيفة إن “ترامب كان في حالة مزاجية سيئة واتخذ موقفا دفاعيا وكان الجميع يدركون أنه ارتكب خطأ فادحا”.
وقبل بث الكلمة المصورة لترامب، كان بعض موظفي البيت الأبيض قد حاولوا إقناع رئيسهم بالإدلاء بتصريحات لقناة “فوكس نيوز”، بيد أنه رفض ذلك الاقتراح.
وذكرت مصادر مقربة من ترامب إنه قد أشار في كلمته إلى مزاعم تزوير الانتخابات رغم أن مساعديه طلبوا منه عدم الحديث عن هذا الأمر.
وأشار احد مساعدي الرئيس إلى أن ترامب كان غاضبا جدا من نابئه، مايك بنس، مشيرا إلى أنه كان “منزعجا للغاية من “خيانته” وكان يردد طول الوقت لقد صنعت ذلك الرجل وأنقذته من موت سياسي وفي النهاية طعنني في ظهري”.
وبحسب الصحيفة فإن ترامب كان قد رضخ لفكرة إدانة ما حدث في الكابتيول بعد أن رأى أن الكثير من المقربين له قد تخلوا عنه وهاجموه بشدة مثل ما فعل زعيم الأغلبية الجمهورية مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل والسيناتور الجمهوري البارز، ليندسي غراهام.
ووفقا لمصادر الصحيفة فإن ماكونيل أبلغ بعض المقربين منه أنه لا ينوي الاتصال بترامب مرة أخرى، فيما قال غراهام:”، يحتاج الرئيس إلى فهم أن أفعاله كانت هي المشكلة وليست الحل”.
أما كبير موظفي البيت الأبيض السابق، جون كيلي، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ صرح لشبكة “سي إن إن” أن ما حدث في مبنى الكابيتول “كان نتيجة مباشرة لتسميم ترامب عقول الناس بالأكاذيب”.
A24/ الحرة