دوري الأبطال: ما الذي ينقص “الفتى الذهبي” هالاند ليصبح أحد عمالقة كرة القدم؟
كان الدولي النروجي ارلينغ هالاند لاعبًا مغمورًا في أيلول/سبتمبر من العام 2019 عندما استهل موسمه مع سالزبورغ في الدوري النمسوي لكرة القدم. إلا أن تألقه في دوري أبطال أوروبا لفت أنظار عالم المستديرة بعد تسجيله ثمانية أهداف في دور المجموعات لينجح بوروسيا دورتموند الالماني في الحصول على خدماته. لكن ما الذي ينقص “الفتى الذهبي” ليصبح أحد عمالقة اللعبة؟
عن 20 عامًا، لم يعد يعتبر هالاند موهبة صاعدة بل بات لاعبًا يشكل الفارق في مباريات فريقه بشكل منتظم رغم أنه لا يزال يملك العديد من الجوانب ليطوّرها وفقًا للخبراء والمخضرمين.
منذ قدومه الى دورتموند مطلع العام الحالي، سجل الدولي النروجي 23 هدفًا في 22 مباراة في الدوري الالماني، كما يملك 14 هدفًا في 11 مباراة في دوري الابطال وستة أهداف في 7 مباريات مع منتخب بلاده.
توّج السبت بجائزة “الفتى الذهبي” التي تمنحها صحيفة “توتو سبورت” الايطالية بمشاركة تصويت من صحف أوروبية لأفضل لاعب تحت 21 عامًا في القارة العجوز. وبعد ساعات قليلة، أثبت أحقيته المطلقة بالفوز بها بعد أن أصبح أصغر لاعب يسجل “سوبر هاتريك” (اربعة اهداف) في البوندسليغا خلال الفوز 5-2 على هرتا برلين.
لفت بداية الانظار بتسجيله “هاتريك” في مرمى غنك البلجيكي في أول جولة من دوري الابطال الموسم الماضي حين كان لا يزال في صفوف سالزبورغ، حيث أصبح عن 19 عامًا و58 يومًا ثالث أصغر لاعب يسجل هاتريك في المسابقة القارية بعد الانكليزي واين روني والاسباني راوول غونساليس.
واصل تألقه ليصبح أول لاعب تحت 20 عامًا يسجل في كل من المباريات الخمس الاولى من دوري الابطال، قبل أن ينهي الموسم الماضي في ثاني ترتيب الهدافين في المسابقة القارية خلف الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي (15) نجم بايرن ميونيخ، بعد أن سجل هدفين ضد باريس سان جرمان الفرنسي في ذهاب دور الـ16 بعد انتقاله الى دورتموند في كانون الثاني/يناير رافعًا رصيده الى 10 أهداف.
ومع انتقاله الى دورتموند الذي يلتقي كلوب بروج البلجيكي الثلاثاء في الجولة الرابعة من دور المجموعات لدوري الابطال، صدم الجميع بخمسة اهداف في اول مباراتين في سابقة في تاريخ الدوري، بينها “هاتريك” ضد أوغسبورغ في مباراته الاولى ليصبح أول لاعب بديل يحقق هذا الانجاز في اولى مشاركاته في البوندسليغا بعد أن دخل في الدقيقة 56.
– “من كل قلبه” –
لكن ما الذي ينقص هالاند ليصبح نجمًا عالميًا بمصاف الكبار؟ الانتقال إلى أحد عملاقة الاندية الأوروبية للبدء في حصد الالقاب والبطولات. إذ عليه أن يثبت أنه قادر على اللعب بمستوى ثابت في المناسبات الكبرى.
ويقول الدولي الالماني ميروسلاف كلوزه أفضل هداف في تاريخ كأس العالم (16) إن “هالاند مهاجم رائع ولديه عقلية قوية للغاية. التزامه، إرادته، غضبه، هو متكامل. لكن يتعين عليه التطور قريبًا ليصبح لاعبًا ضمن مجموعة”.
وتابع لاعب بايرن ميونيخ السابق “في الوقت الراهن، يخدمه زملاؤه بالكرات في العمق ويعتمد على سرعته. ولكن بعد موسمين أو ثلاثة، سيدرسه خصومه جيدًا لذا يتعيّن عليه أن يغيّر طريقة لعبه”.
ولكن حتى هذه اللحظة، فإن “تحليل” المدافعين في الفرق المنافسة لم ينجح في ايقاف انطلاقة الصاروخية.
ويعتبر اللاعبون الاكثر خبرة أن على هالاند معرفة كيفية توظيف واستغلال طاقاته، إذ يشير مدافع دورتموند السابق الصربي نيفين سوبوتيش الى أن النروجي “يلعب من كل قلبه، حتى يصبح منهكًا الى أقصى الحدود”.
ويعتبر سوبوتيتش (31 عامًا) أن على هالاند أن يتّبع مثال ليفاندوفسكي “الذي يوفّر الكثير من طاقته خلال المباراة ويفجرها عندما يحتاجه فريقه”.
– غريزة استثنائية –
متسلحًا بسرعته وغريزة استثنائية لتسجيل الاهداف، يملك هالاند القدرة على التطور فنيًا وتحسين تعامله مع الكرات الهوائية والتسجيل برأسه والافادة من طوله (1,94 مترًا). كما عليه ان يطوّر أداءه على صعيد الدفاع إذا ما أراد أن يلعب يومًا مع ناد كبير.
ويبدو أن هذا الشاب الذي ولد في مدينة ليدز الانكليزية في العام 2000 حين كان والده ألف-اينغي يلعب مع فريق المدينة الذي عاد هذا الموسم الى الدوري الممتاز للمرة الاولى منذ 16 عامًا، يملك كل الامكانات الذهنية لتحقيق ذلك.
وصفته صحيفة كيكر الالمانية أنه “من الناحية الاحترافية، يسير هالاند على الطريق الصحيح. يعمل خارج مركز تدريب بوروسيا دورتموند مع مدرب لياقة بدنية شخصي، يعتني بنظامه الغذائي ونومه وصحته، ولا يتردد أبدًا في العمل لساعات إضافية بعد الحصص التدريبية”.
فيما اعتبر ميكايل تسورك المدير الرياضي في النادي الاصفر والاسود بعد تسجيل لاعبه سوبر هاتريك أن “ارلينغ لا زال في بداية مسيرته، ولكنه يملك كل شيء ليصبح لاعبًا عظيمًا”.
France 24